السودان الان السودان عاجل

جريدة لندنية : البرهان “يبشر” السودانيين بحرب المئة عام ويكشف حقيقة موقفه

البرهان لا يريد مفاوضات تحت مظلة أي جهة إقليمية أو دولية، وليس معنيا بنهاية الحرب ولا بمصير السودانيين ما لم يبقى في الحكم.

بشر قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان السبت السودانيين بأنه على استعداد للاستمرار في الحرب لمدة مئة عام، في إشارة سلبية مفادها أنه لا يهتم بالسلام ورغبة السودانيين في إنهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها وتجنيب البلاد موجات النزوح وأزمات الفقر والجوع.

وقال في لقاء مع الصحافيين في مدينة بورتسودان في شمال البلاد “جنيف هذه لا نريدها، وليس لدينا رغبة في الذهاب إليها، ولن نذهب إليها”. مضيفا “سنحارب مئة عام”، في إشارة إلى الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 16 شهرا.

وأوضح البرهان أن اعتراض الجيش على المشاركة كان مدفوعا بـ”رغبة أميركية في أن نرسل وفدا من الجيش وليس من الحكومة”.
وقال “نعمل على تشكيل حكومة مرحلية لقيادة الفترة الانتقالية”.

ويرى مراقبون أن البرهان بهذا التصريح قد كشف حقيقة موقفه؛ فهو لا يريد مفاوضات تحت مظلة أي جهة إقليمية أو دولية، وليس معنيا بنهاية الحرب ولا بمصير السودانيين ما لم يحقق أهدافه الشخصية في البقاء في الحكم.

واندلعت المعارك منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو.

والجمعة انتهت محادثات في سويسرا دعت إليها الولايات المتحدة وبدأت في 14 أغسطس بشأن وقف الحرب في السودان، من دون اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن الطرفين المتحاربين التزما ضمان الوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين.

وشاركت قوات الدعم السريع في المباحثات، في حين اعترض الجيش السوداني على صيغتها. لكن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو أكد أن الوسطاء كانوا على اتصال منتظم بالجيش عبر الهاتف.

واستمر تصاعد العنف بين طرفي الحرب. وفي هذا السياق كتب بيرييلو عبر حسابه على منصة إكس الجمعة “في حين أننا نركز في سويسرا على إنقاذ الأرواح، نشعر بالفزع لرؤية تصعيد العنف من جانب قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية”.

وأضاف المبعوث الأميركي أن العنف هذا الأسبوع “أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني” في عدة مدن، من بينها الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ودعا بيرييلو الطرفين إلى “الوفاء بجميع التزاماتهما بموجب إعلان جدة”.

وسبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية تم الاتفاق خلالها على احترام المبادئ الإنسانية والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، من دون التمكن من تحقيق اختراق جدي أو الاتفاق على وقف مستدام لإطلاق النار.

وقد أوقعت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وأرغم النزاع نحو 11 مليون سوداني على النزوح داخليّا والهجرة خارجيّا.

◄ قوات الدعم السريع شاركت في المباحثات، في حين اعترض الجيش السوداني على صيغتها

ويواجه نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف عدد السكان، “انعداما حادا للأمن الغذائي” وفق ما أفاد به تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في يونيو الماضي.

وأعلنت مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان”، التي تضم السعودية والولايات المتحدة والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي وسويسرا والأمم المتحدة، نجاحها خلال الأيام العشرة الماضية في تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية، مشيرة إلى أنها حصلت على التزامات بتحسين حماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، فضلا عن إعداد إطار عمل لضمان امتثال الطرفين لإعلان جدة وأي اتفاقيات مستقبلية بينهما.

وأوضحت المجموعة في البيان أن الحرب التي عانى منها الشعب السوداني على مدى 16 شهرا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أجبرت 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، ومعاناة أكثر من 25 مليون شخص من الجوع، إضافة إلى احتمال تعرض مليون شخص للمجاعة.

 

عن مصدر الخبر

جريدة العرب اللندنية

تعليقات