تزايدت حدة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات في مدينة طوكر وقرى ولاية البحر الأحمر يوم الاثنين، بينما قامت مروحية تابعة للحكومة بالتحليق للبحث عن المفقودين في الوديان والممرات المائية والقرى المتضررة.
اجتاحت الفيضانات مدينة طوكر وقرى البحر الأحمر وجبيت ومنطقة أربعات، التي تعد الريف الرئيسي لمياه بورتسودان، مما أثر على آلاف المواطنين. وقد ارتفع عدد ضحايا الفيضانات إلى أكثر من 13 شخصًا، ولا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين.
اضطرت المنظمات الإنسانية إلى نقل الغذاء باستخدام الجرافات بسبب صعوبة الوصول إلى الأحياء نتيجة لامتلاء الشوارع بالمياه. وفي القرى التي غمرتها الفيضانات، قامت مروحيات حكومية بالتحليق للبحث عن المفقودين بين الأودية والممرات المائية. وعلى الرغم من وصول الإمدادات الغذائية بواسطة الجرافات، إلا أن عدم وجود مأوى لآلاف النازحين يشكل أزمة جديدة.
في تطور للأزمة الإنسانية والفيضانات في البحر الأحمر، جرفت المياه الطريق الذي يربط بين بورتسودان ومنطقة حلايب، وفقًا لما أفاد به الناشط في قضايا شرق السودان أبو فاطمة أونور لـ”الترا سودان”، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تتخذ الإجراءات الضرورية.
وصف أبو فاطمة الفيضانات بأنها طوفان، مشيرًا إلى أن المياه ارتفعت إلى مناطق مرتفعة في طوكر وأربعات. وأكد أن السيول تسببت في تدمير آلاف المنازل في قرى البحر الأحمر، وأن المياه الجارفة التي رآها السكان المحليون تشبه الطوفان لأنها اجتاحت المناطق الجبلية وبلغت القرى والمناطق المتضررة.
وأضاف: “تسببت السيول في حدوث كارثة إنسانية جسيمة في البحر الأحمر خلال الساعات الماضية، حيث تم تدمير قرى بالكامل”.
أشار إلى أن انهيار سد أربعات يعني خطرًا كبيرًا على مياه بورتسودان، ويتوقع حدوث أزمة غير مألوفة. وأوضح أن السلطات الحكومية لم تتخذ إجراءات استباقية، مما يثير تساؤلات حول أسباب انهيار السد بهذه الطريقة.
في يوم السبت الماضي، تدفقت السيول نحو القرى وغطت مدينة جبيت التي تقع على بعد أقل من 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بورتسودان.
تستدعي الكارثة الإنسانية، وفقًا للناشطين في مجالات الإغاثة، إعلان حالة الطوارئ، لكن الحكومة تستمر في التعامل مع الأزمة بطريقة رد الفعل حسب ما يرويه السكان في القرى المتضررة.
تمر البلاد بفصل خريف مأساوي شهدت فيه العديد من الولايات مستويات عالية من الأمطار. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن (317) ألف شخص تأثروا بالسيول والفيضانات، وقد نزح (118) ألف شخص من مناطقهم نتيجة لكوارث الخريف. كما تسببت الفيضانات في تدمير حوالي (27) ألف منزل في مناطق متعددة من البلاد.