أفادت غرفة الطوارئ في بحري بعودة المطابخ الجماعية في بعض أحياء الخرطوم بحري شمال العاصمة للعمل، والتي تعرف محليًا بـ”التكايا”، مشيرة إلى أن حوالي (35) ألف شخص يتلقون وجبات يومية من هذه المراكز.
أعلنت غرفة الطوارئ بحري يوم الاثنين أن المطابخ الجماعية استأنفت نشاطها اعتبارًا من 18 أغسطس الجاري، وذلك مع تزايد التوترات في مدينة الخرطوم بحري ووجود خطر المجاعة بين السكان.
أفاد بيان غرفة الطوارئ في بحري أن المطابخ الجماعية التي وصلت إلى (75) مطبخًا في أحياء المدينة استؤنفت نشاطها بحماس وروح جديدة، وتغطي أربعة قطاعات في الخرطوم بحري.
أفاد البيان بأن المطابخ الجماعية توفر وجبات يومية للإفطار والغداء، أو الاثنين معًا لحوالي (35) ألف شخص، وهؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل عائلات تضم أطفالًا وكبارًا في السن ونساءً وأمهات وآباء يبحثون عن الطعام على الطرقات.
وأشار البيان إلى أن “هذا الجهد الهائل يقوده أبطال يعملون ليل نهار في ظروف يصعب وصفها سوى بأنها قاسية. إنهم يواجهون التحديات بشجاعة ويجدون في أنفسهم العزيمة والإصرار للحفاظ على حياة الآخرين، بدءاً من تأمين المواد الغذائية التي أصبحت نادرة بسبب الحرب، وانتهاءً بإتمام عمليات الشراء وتوزيع الاحتياجات على كل قطاع ثم كل حي وكل تكية”.
أشار البيان إلى أن الأطفال الذين يلعبون في المطابخ، والأمهات اللاتي يحملن الأواني الغذائية لأسرهن، وكبار السن الذين يجدون في وجبات التكايا مساعدة لشيخوختهم، يمثلون جميعًا الشهود الأحياء على أن بحري لا تزال تعيش وتكافح. كما نوه إلى أن هذه المطابخ تشكل شريان الحياة الذي يخلصهم من شبح الجوع واليأس.
ذكرت غرفة طوارئ بحري أن استعادة التكايا ليست فقط عودة لمصدر غذائي، بل إنها تعبر عن رسالة قوية تفيد بأن بحري ستبقى قوية بفضل سكانها وجهود المتطوعين الذين يؤمنون بأن هناك ضوء في نهاية النفق يقودهم نحو أيام أفضل.
خلال الأسبوعين الماضيين، قامت غرفة طوارئ بحري بانتخاب أعضاء جدد ليحلوا محل الأعضاء السابقين في انتخابات تمت في أجواء ودية، حسبما أفاد المشاركون. تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة الخرطوم بحري منذ بدء القتال في منتصف أبريل الماضي، وقد انقطعت مياه الشرب نتيجة سقوط قذائف على محطة رئيسية في المدينة في اليوم الأول من النزاع. وفي منتصف هذا الشهر، شنت قوات الدعم السريع هجومًا على مطبخ جماعي في حي شمبات بالخرطوم بحري، حيث نهبت المعدات والهواتف المحمولة واعتدت على موظفي المطبخ.