الجيش يفرض قيودًا على التنقل في الحدود مع ليبيا من أجل إنهاء إمدادات الدعم السريع.
بدأ الجيش والقوات المشتركة لمساعديه من الحركات المسلحة بتطبيق إجراءات أمنية صارمة على حركة الأفراد والتجارة في المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، بهدف وقف أي إمدادات لقوات الدعم السريع.
أفادت مصادر مطلعة في المنطقة الحدودية التابعة لوحدة الشهيد إسماعيل بلال الإدارية بمحلية حلفا في الولاية الشمالية بأن السلطات السودانية قد عززت من الإجراءات الأمنية وقامت بتفتيش الأشخاص واعتقال البعض بدعوى ارتباطهم بقوات الدعم السريع.
أفاد شهود عيان لموقع “دارفور24” بأن الجيش وقوات الحركات المسلحة قد تمكنوا من السيطرة على المثلث الحدودي لأكثر من 50 كيلومترًا في الشمال الغربي مع ليبيا والشمال الشرقي على الحدود مع مصر. وقد أقاموا عددًا من النقاط العسكرية التي تُستخدم لوقف الشاحنات وإنزال الركاب وفحص المستندات الثبوتية والأشخاص.
وأشاروا إلى أن القوات الأمنية تطلب من أصحاب الشاحنات تفريغ جميع البضائع للتفتيش بشكل دقيق، وبعد ذلك يتم إعادتها على نفقة صاحب الشاحنة.
تحدث شاهد عيان عن معاناة شديدة يعيشها المدنيون، وخاصة الشباب، حيث يتم تفتيش هواتفهم بعناية ويتم اعتقالهم بمجرد العثور على صورة أو فيديو.
وأضاف: “هناك المئات من المسافرين إلى ليبيا الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب، وقد تم الإفراج عن بعضهم وترحيل آخرين إلى مدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، التي تبعد 400 كيلومتر عن المثلث الحدودي”.
وكشف عن حظر ترحيل البضائع القادمة من ليبيا عبر المثلث نحو دارفور، حيث يتم توجيهها بدلاً من ذلك إلى مدينة الدبة والولايات الأخرى التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
من جانبه، أشار التاجر محمد أبو، الذي يعمل بين ليبيا والسودان، إلى “دارفور24″، أنهم تركوا طريق المثلث وأصبحوا يستخدمون الطريق عبر الصحراء الليبية وصولاً إلى بادية الزرق في شمال دارفور، حتى مليط، ثم يتجهون إلى المدن الأخرى.
وعزا ذلك إلى الرسوم المرتفعة التي تفرضها القوات المسلحة والقوات المشتركة على البضائع، بالإضافة إلى إجراءات التفتيش الموجودة في البوابات العشوائية على طول الطريق، حيث يتم أخذ برميل من الجازولين عند كل واحدة من البوابات الـ17.
تتشارك الولاية الشمالية مع ولاية شمال دارفور في الحدود الشرقية، حيث تقع هذه الحدود في منطقة عين بسارو التابعة لولاية شمال دارفور، التي تبتعد مئات الكيلومترات عن مدينة الدبة في الولاية الشمالية.
يقع منجم الذهب المعروف “تقرو” في منطقة بين الدبة والمالحة شمال دارفور.
تقوم القوة المشتركة للحركات المسلحة بإنشاء عدة بوابات في مناطق دبابة وجبل عطرون وشفرليت وجوكر.
ذكرت مصادر لـ “دارفور” أن الحدود بين السودان وليبيا تمتد لحوالي 382 كيلومتراً، حيث يسيطر الجيش السوداني والقوات المسلحة المتحالفة معه على 100 كيلومتر، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من الصحراء الغربية، وصولاً إلى بادية الزرق ووادي هور.
يستورد التجار من ليبيا مجموعة من السلع تشمل الجازولين، والدقيق، والسكر، والعدس، والأرز، والمعكرونة، والمياه المعدنية، والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السجائر.
توقفت صادرات السودان إلى ليبيا، والتي تشمل الفول السوداني والماشية والكركدي والسمسم، بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.