السودان الان السودان عاجل

مع استمرار الحصار .. الدمازين تشهد زيادة حادة في أسعار السلع واستمرار انقطاع الإنترنت وتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية

مصدر الخبر / دارفور 24

تعاني مدينة الدمازين، عاصمة إقليم النيل الأزرق، من ظروف إنسانية مأساوية نتيجة الحصار المفروض عليها من قبل قوات الدعم السريع.

أخبر مواطنون موقع “دارفور24” أن الأوضاع الاقتصادية والصحية قد تدهورت بشكل كبير منذ بداية الحصار.

ذكرت مصادر من الدمازين لموقع “دارفور24” أن أسعار المواد الغذائية الأساسية قد شهدت زيادة حادة، حيث ارتفع سعر جوال الدقيق (فتريتة) من 3000 جنيه قبل الحصار إلى 7000 جنيه، رغم أنه يكاد يكون غير متوفر في الأسواق.

وأوضحت أن معظم سكان الدمازين يعتمدون على الزراعة والحرف الحدودية كمصادر أساسية للدخل، لكن الصراع المستمر والحصار أدى إلى فقدان العديد من المواطنين لمصادر رزقهم.

وأشارت إلى أن المواطنين يعتمدون في الوقت الحالي على مواد غذائية بسيطة ومتوافرة محليًا مثل القرع والبطاطا الحلوة والباذنجان والذرة الشامية كأطعمة رئيسية.

أفادت مصادر طبية أن المستشفيات لم تعد تعمل بكفاءتها المعتادة كما كان الحال قبل الحصار، حيث غادر معظم أفراد الطاقم الطبي المدينة. كما توقفت إمدادات المواد الطبية، في ظل انتشار مرض الملاريا وعدم توفر علاج “الكوارتم” بشكل نهائي، مما أدى إلى معاناة العديد من المرضى من نقص الأدوية.

أفاد شهود عيان لـ “دارفور” بأنه “بعد انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت، أصبح المواطنون يعتمدون على خدمة ستارلينك تحت رقابة مشددة من استخبارات الجيش”.

وأشاروا إلى أن الاستخبارات تمنع أي شخص لا يحمل بطاقة الهوية من استخدام الهاتف، حيث يتم تفتيش الهاتف في حالة الشك، وأحيانًا يتم confiscationه من صاحبه، وتتحصل الاستخبارات على نسبة 20٪ من العائد اليومي لكل جهاز.

وأضافوا: “قررت الاستخبارات مصادرة أي جهاز غير مرخص من قبلهم، كما حددت ست ساعات للاستخدام تبدأ من الساعة الحادية عشرة صباحًا.”

توقفت خدمات الاتصالات والإنترنت في ولاية النيل الأزرق بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، في 29 يونيو الماضي، وسط قلق من نيتها اجتياح الدمازين.

أفاد أحد التجار المحليين لموقع “دارفور24” أن الشارع الوحيد المتاح لدخول المدينة هو شارع “أم بقر”، حيث تستخدم الشاحنات براميل عائمة للمرور في الترعة المخصصة لـ “أم بقر”. ويعتبر هذا الطريق وعراً، مما يجعل الوقت المستغرق لوصول الشاحنات إلى المدينة حوالي أسبوعين.

أفاد التاجر بأن أسعار المواد الأساسية شهدت زيادة تقارب 200% منذ بداية الحصار.

حيث زاد سعر جوال السكر (50 كيلو) من 75 ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه، وجوال البصل من 60 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه وأصبح حاليا غير متوفر، كما ارتفع سعر صفيحة الزيت من 48 ألف جنيه إلى 144 ألف جنيه، وكيلو العدس من ألفين جنيه إلى 6 آلاف جنيه.

وشدد على أنه يوجد نقص شبه كامل في الوقود، حيث توفر السلطات الوقود في المحطات فقط للجيش وبقية المؤسسات، ويُمنع تمامًا توزيعه على المواطنين.

تم الكشف عن مخازن تم نهبها بالكامل الأسبوع الماضي، حيث تحتوي على كميات كبيرة من المحاصيل مثل الذرة والدخن، بالإضافة إلى وجود نقص كبير في الأوراق النقدية بعد تعطل جميع البنوك.

قال التاجر: “لم تكن المعاناة مقتصرة على ارتفاع الأسعار فحسب، بل تفاقم الوضع نتيجة جشع بعض التجار الذين يحتفظون بالسلع في المخازن لرفع الأسعار بشكل أكبر.”

أدى هذا الوضع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، حيث أصبح المواطنون غير قادرين على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة بسبب نقص مصادر الدخل وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وفقا لمصفوفة تتبع النزوح التي أنشأتها منظمة الهجرة الدولية، رحل حوالي 55 ألف شخص من ولاية سنار إلى مدينة الدمازين.

تستقبل مدينة الدمازين الآلاف من سكان ولاية الجزيرة الذين فروا بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني في ديسمبر من العام الماضي.

عن مصدر الخبر

دارفور 24