لم تتوقف الأمطار والعواصف الرعدية والسيول التي أصابت ولايتي نهر النيل والشمالية، مما أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية، حيث انهارت الطرق وثلاثة جسور على الأقل، بالإضافة إلى تدمير قرية قوز قرافي بشكل كامل، ونزح المئات من سكانها بحثًا عن أماكن آمنة، حسب ما أفاد به السكان المحليون.
في منتصف الليل، تحركت سحب ركامية من الشرق نحو شمال السودان، مع استمرار التحذيرات طوال الليل من قبل المراقبين للأحوال الجوية، بشأن هطول الأمطار المتواصل لمدة تتراوح بين أربع إلى خمس ساعات في بعض القرى والمدن التي تعاني من ضعف البنية التحتية، والتي تحتوي على منازل مبنية من مواد محلية مثل الطين والخشب.
في مدينة بربر، التي تقع شمال عطبرة بولاية نهر النيل، استمرت العواصف الرعدية حتى الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء. ولم يتمكن السكان من مغادرة منازلهم منذ عصر يوم الاثنين بسبب العاصفة الرملية، كما توقفت جميع الخدمات الأساسية مثل المخابز والصيدليات نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي.
في بعض القرى الواقعة في ضواحي تنقاسي وكريمة ودنقلا، حيث تعاني من ضعف في البنية التحتية، لجأ السكان المتضررون من الأمطار إلى الأماكن المرتفعة أثناء تدفق المياه إلى داخل المنازل طوال ساعات الليل. ومع ذلك، لم يتمكنوا من الابتعاد عن مخاطر العقارب والثعابين التي تنشط في هذه الأجواء بغرض الاختباء في التربة.
تأثرت المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها سكان شمال السودان سلباً نتيجة للأمطار، مثل محصول البلح، حيث تسببت الأعاصير في تدمير أشجار النخيل قبل وصول موسم الحصاد، الذي يُعد مصدراً اقتصادياً مهماً لعشرات الآلاف من المزارعين في المناطق الريفية.
شملت الأمطار مناطق نهر النيل المدن عطبرة والدامر وبربر والباوقة والعبيدية بالإضافة إلى محلية أبوحمد.
بدأت بعاصفة جدارية مساء الإثنين.
سرعان ما ظهرت السحب واستمرت الأمطار حتى الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024، وقد بلغ معدلها في بعض المناطق أكثر من 120 ملم.
لم تتمكن محلية أبو حمد من التعافي من كارثة السيول التي أدت إلى تدمير أكثر من 15 ألف منزل ومقتل 18 شخصًا، بالإضافة لفقدان ستة أشخاص على الأقل في بداية شهر أغسطس الجاري، حتى عادت العواصف والأعاصير والأمطار لتضرب حدودها مرة أخرى مساء أمس.
استمرت الأمطار حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
تأثرت مناطق القولد ودنقلا وكمنار والعديد من القرى الصغيرة شمال البلاد بالعواصف والأعاصير التي أدت إلى تدمير مئات المنازل. ولجأ بعض الأشخاص إلى جيرانهم طلباً للنجاة من احتمالية انهيار منازلهم التي بُنيت بطريقة بدائية، وذلك في القرى الصغيرة الواقعة في ضواحي كريمة ودنقلا في شمال البلاد.
تعتبر الأمطار والسيول والفيضانات في ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل هذا العام من الظواهر النادرة نتيجة التغيرات المناخية.
لم تشهد هذه المناطق منذ سنوات عديدة مثل هذا النوع من الأمطار الغزيرة التي أدت إلى الفيضانات.
تسببت الأمطار والفيضانات في تدمير آلاف المنازل ووفاة العشرات في طوكر وأربعات وقرى البحر الأحمر خلال يومي السبت والأحد، كما غمرت المياه معظم المنازل في مدينة طوكر، التي تُعتبر من أكبر البلدات الزراعية في الولاية.
تسبب تدفق المياه في إغراق الطريق الذي يربط بين حلايب وبورتسودان، مما أثر على حركة الشاحنات التجارية في معبر أوسيف، وهذا يعني توقف وصول السلع من مصر إلى السودان عبر هذا المسار.
تسببت الفيضانات والأمطار خلال هذا الشهر في وفاة (132) شخصًا في مختلف أنحاء البلاد.
شملت كوارث فصل الخريف عشر ولايات وفقًا للإحصائيات التي أصدرتها الغرفة الحكومية يوم الاثنين.
في وقت مبكر من مساء يوم الإثنين، قام موقع “التطرف المناخي” بنشر معلومات على صفحته في “فيسبوك” تفيد بوجود سحابة بطول 650 كيلومترًا وارتفاع 16 كيلومترًا وصلت إلى شمال السودان في الصحراء.
إنها سحابة ركامية ضخمة تصل درجة حرارتها إلى (88) درجة تحت الصفر، وتتميز بوجود تيارات شديدة السرعة وصاعدة.
تصل طول السحابة التي وصلت إلى شمال السودان إلى 650 كيلومترًا بشكل طولي، مما يعادل المسافة بين الخرطوم ومدينة القضارف في شرق البلاد، كما أنها تعادل ضعف مساحة مدينة أسوان المصرية.
من الناحية الإنسانية، تسببت الأمطار في إلحاق الأذى بعدد كبير من السكان في ولايتي نهر النيل والشمالية.
لا يزال السكان يقومون بتصريف المياه من المنازل في ظل غياب جهود الحكومة في المنطقتين.
ويوضح السكان أن الكارثة الإنسانية تتجاوز قدرات السلطات المحلية التي تمثل الحكومة الاتحادية في هذه المناطق والقرى، حيث تفتقر إلى سيارات الإنقاذ أو مضخات المياه أو الجرافات اللازمة لفتح الطرق.
تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن السيول قد جرفت معظم الجسور الصغيرة والمهمة التي تربط بين مدن وقرى ولاية نهر النيل والشمالية.
لا يقل عدد الجسور المدمرة عن عشرة.
أدت انهيارات الجسور إلى عزل السكان عن القرى والمدن، ولا يمكن إيصال المساعدات الغذائية والإمدادات حتى إن توفرت، إلا من خلال استخدام الجرافات التي تستطيع فتح الطرق في الطين والوحل، كما يوضح محمد حمزة أحد الناشطين الإنسانيين في محلية دلقو بالولاية الشمالية.