السودان الان السودان عاجل

الغلاء يفاقم المعاناة للنازحين الى ولاية القضارف

مصدر الخبر / راديو دبنقا

 

تقرير: محمد سليمان

أدت الحرب المستمرة في السودان إلى نزوح ولجوء ملايين المواطنين.

زدادت معاناتهم نتيجة لأحوال وظروف الحرب، إذ تحول بحثهم عن أماكن آمنة للهروب من جحيم الحرب إلى مواجهة تحديات تأمين احتياجات الحياة اليومية من طعام وشراب وغيرها من الضروريات.

تتطلب كل هذه الاحتياجات المالية، حيث أدت الحرب إلى إنشاء ظروف اقتصادية معقدة، مما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى نقص بعض السلع الغذائية. وقد وصلت الأسعار إلى مستويات خيالية يصعب على المواطن أو النازح الذي ينتظر المساعدة من المنظمات الإنسانية تأمين بعض احتياجاته.

لكل نازح ولاجئ حكاية تتضمن معاناة وألم.

رحلة شاقة

يقول النازح محمد يوسف، الذي هجر من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور إلى ولاية القضارف، لراديو دبنقا إن رحلته من نيالا إلى القضارف كانت مليئة بالصعوبات والمخاطر.

ويشير أولاً إلى أن الرحلة من نيالا إلى الضعين كانت محفوفة بالمخاطر، نظراً لوجود عصابات النهب المسلح، حيث كنت تشعر في كل لحظة أنك قريب جداً من أن تصبح رهينة لديهم.

وصلت إلى الضعين وبقيت هناك لمدة ثلاثة أيام، ثم انطلقنا نحو الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان. كانت الرحلة مرهقة للغاية واستغرقت يومين قبل أن نصل إلى مدينة الفولة.

بعد يومين، سافرت إلى الأبيض، وكانت الرحلة مليئة بالمخاطر أيضاً بسبب تواجد جماعات النهب المسلح المعروفة باسم (الشفشافة).

يحكي محمد عن تفاصيل رحلته الصعبة التي انتقل خلالها من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، إلى مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض. ويذكر أن الرحلة كانت متعبة، حيث واجهوا عصابات مسلحة ومجرمين على طول الطريق حتى وصلوا إلى كوستي.

يبيّن أنه انتقل مع أسرته المكونة من زوجته وابنتيه، وقد واجهوا معًا صعوبات السفر حتى وصلوا إلى القضارف. ويواصل حديثه بأنه يعمل بجهد في القضارف للبحث عن وسائل لتأمين لقمة العيش.

بيئة مختلفة

يشير النازح محمد يوسف إلى أنه واجه صعوبات وتحديات في بيئة جديدة لم يعتد عليها ولم يكن يعرفها، إذ أجبرته الظروف على الانتقال إلى القضارف نتيجة النزاع المسلح.

يقول: “بالجد لا أعرف أشخاصًا في القضارف، لكن بفضل الله تمكنت من التواصل مع الناس، والآن أعمل في السوق في أعمال هامشية، أُؤمّن رزقي من يوم إلى آخر”.

يمكن أن نقول إنه يمكن التواصل في يوم وتلقي الأمور في يوم آخر، والحياة مستمرة، لكن الأوضاع صعبة، وكل فترة نسعى للبحث عن حلول، ونرغب في تحسين الصحة وتوفير وسائل الحياة الكريمة للأسرة.

وضع معيشي صعب

يشير يوسف إلى التحديات التي تواجه الوضع المعيشي، وارتفاع الأسعار الذي يؤثر على المواطنين والنازحين، مما أدى إلى تفاقم صعوبات الحصول على مستلزمات الحياة اليومية. ويضيف أن هذه الظروف الصعبة دفعت العديد من الناس إلى التسول في الشوارع والأسواق.

فضل العديد من الأشخاص الدخول إلى الأسواق والعمل في وظائف هامشية لمواجهة التحديات التي نتجت عن الحرب.

يؤكد أن سعر كيس السكر بوزن 50 كيلوجرام يتراوح بين 245 ألف جنيه و250 ألف جنيه، بينما يتراوح سعر كيس الدقيق بوزن 50 كيلو بين 140 ألف جنيه و150 ألف جنيه، على سبيل المثال.

ارتفاع تكاليف العلاج

يؤكد يوسف أن زيادة تكاليف العلاج تجعل المرضى يواجهون معاناة مستمرة أثناء رحلتهم للحصول على العلاج، بالإضافة إلى الأعباء المالية التي تقع على أسرهم لتوفير كل مصاريف العلاج. كما يشير إلى نقص الأدوية الحيوية وارتفاع أسعارها من صيدلية لأخرى.

بالنسبة للنازحين، يُشير إلى أن بعضهم يقيمون في مراكز الإيواء، بينما يسعى البعض الآخر للعثور على أماكن سكنية، في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات.

مع بدء تساقط الأمطار، أصبح القلق يسيطر على النازحين الذين يعيشون في مراكز الإيواء وأولئك المتواجدين في الأسواق والطرقات، في سعيهم للحصول على مكان في مراكز الإيواء.

يسعى بعض المتطوعين ومنظمات الشباب إلى تقديم خدمات للنازحين بهدف معالجة بعض التحديات التي يواجهونها.

جهود حكومية

تسعى حكومة ولاية القضارف، من خلال إدارة الرعاية الاجتماعية، إلى الاطلاع على أوضاع النازحين في مراكز الاستقبال ومعسكرات الإيواء الدائمة. وقد أظهرت التقارير زيادة ملحوظة في أعداد الوافدين إلى الولاية من المناطق المتضررة بالحرب، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الحالات التي تحتاج إلى رعاية خاصة. كما تتواصل الجهود مع الشركاء لتقديم الخدمات وتوزيع المساعدات الصحية للوافدين وأهمية الاجتماع الدوري الذي ترأسه الدكتور مع الإدارات.

أحمد الأمين آدم، المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف، أكد على ضرورة استمرار الجهود الصحية الحالية في مكافحة الأوبئة وأمراض فصل الخريف، واستمرار التعاون مع الشركاء والجهات الأخرى التي تسعى لمعالجة أوضاع القادمين.

ناقش الاجتماع الظروف الصحية في الولاية والجهود المبذولة لمواجهة الأوبئة والأمراض المرتبطة بفصل الخريف، بالإضافة إلى وضع توفير الأدوية والمعدات اللازمة للطوارئ الصحية بحسب إعلام وزارة الصحة بالقضارف.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا