نفذت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة بين المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها في دارفور، بتهم متعددة منها التعاون والتنسيق مع الجيش السوداني وتحديد مواقع للطيران الحربي، وفقًا لمصادر “دارفور24”.
أكد شهود عيان في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، أن الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع اعتقلت عددًا من المدنيين في سوق قادرة جنوب غرب نيالا وسوق موقف الجنينة.
كما اعتقلت قوة مسلحة ترتدي زي قوات الدعم السريع مساء الخميس التاجر إسماعيل يعقوب عامر من متجره في سوق موقف الجنينة شمال غرب المدينة، حسب ما أفاد أحد أقربائه.
وقال أحد أقربائه لدارفور24 إن آسماعيل تم اعتقاله من أمام متجره بواسطة قوة تابعة للدعم السريع تتكون من 18 شخصًا، كانوا يستقلون سيارتين رباعيتي الدفع، وتوجهوا به إلى وجهة غير معروفة.
وطالب قوات الدعم السريع بالكشف عن مكان احتجازه والسماح لأسرته بالتواصل معه.
في بيان عسكري أصدره تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر يوم الجمعة الماضية، الذي اطلعت عليه “دارفور 24″، ذكر أنهم أشاروا إلى اعتقال تعسفي للمواطن أسماعيل يعقوب عامر، شقيق أحد قادتهم العميد عبدالرحمن يعقوب عامر، من قبل قوات الدعم السريع في نيالا، دون تقديم مزيد من المعلومات حول مكان ووقت وأسباب اعتقاله.
قال مصدر رفيع في قوات الدعم السريع إنه تم القبض على مجموعة من المخربين الذين كانوا يقومون بتوزيع شرائح تحديد المواقع في مدينة نيالا.
قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ”دارفور24” إن عناصر من الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع تمكنوا من القبض على شخص يُدعى محمد إبراهيم، الذي يعيش في حي التضامن بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، حيث قام بتسليم 12 شريحة لأشخاص آخرين لتوزيعها على عدة أهداف داخل المدينة.
وأشار إلى أن المتهم اعترف بتوزيع 3 شرائح بنفسه في محطة الكهرباء بحي السكة حديد شرق المدينة، وكذلك في مقر قيادة الدعم السريع بحي المطار والسوق الكبير في وسط المدينة.
وأشار إلى أن جهة أخرى تابعة للاستخبارات تمكنت من القبض على أحد عناصر الحركات المسلحة الذي كان قادمًا من الفاشر، حيث كان بحوزته مجموعة من الشرائح التي قام بتوزيعها في سوق قادرة جنوب غرب المدينة، كما دل على ثلاثة أشخاص آخرين تعاونوا معه.
وفقًا لمصادر “دارفور24″ في مدينة الضعين، بدأت حملة اعتقال المدنيين بعد الغارات الجوية التي نفذها الجيش الأسبوع الماضي على مدينة الضعين، عاصمة شرق دارفور، مما أسفر عن مقتل حوالي 18 شخصًا ووقوع عدد من الجرحى بين المدنيين.
وقال أحد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ”دارفور24” إنه تم اعتقاله من السوق الكبير في وسط المدينة، واقتيد إلى مقر القطاع، ثم أُطلق سراحه لاحقاً بفضل تدخل أحد الضباط الذي كان يعرفه سابقاً.
أفاد بأنه تم اعتقال العديد من الوافدين من ولايات أخرى بتهمة التبعية للجيش السوداني والتعاون معه لاستهداف المدينة بالقصف.
وأظهر مقطع فيديو شاهده محرر “دارفور24” مجموعة من أفراد الدعم السريع في مدينة الضعين يقومون باستجواب مدني بتهمة توزيع شرائح في المدينة.
أكد شهود عيان من بلدة كبكابية أن قوات الدعم السريع تقوم بتنفيذ حملات اعتقال يومية للتحقيق، وبعد ذلك تُفرج عن الموقوفين.
في شهر يونيو الماضي، قامت قوات الدعم السريع في بلدة كبكابية بقتل التاجر عبدالرحمن الهادي أدم إبراهيم، الذي كان يبلغ من العمر 38 عامًا، بعد احتجازه لمدة أسبوعين واتهامه بإرسال إحداثيات للطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني لاستهداف المدينة.
