أكد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريللو، أن قوات الدعم السريع تستعد لشن هجوم جديد على مدينة الفاشر، في وقت يستمر فيه الجيش في القصف . وأشار بريللو إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة يزداد سوءًا، مما يضع العاملين في المجال الإنساني في ظروف صعبة للغاية.
في منشور له على منصة إكس، دعا المبعوث الأمريكي طرفي النزاع إلى تجنب التصعيد العسكري والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين. وأوضح أن الشعب السوداني لا يزال يعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ 500 يوم، مما يستدعي تحركًا عاجلاً من جميع الأطراف المعنية.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تشتد المعارك في مناطق مختلفة من السودان، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعقد جهود الإغاثة. ويأمل المبعوث الأمريكي أن يتمكن المجتمع الدولي من الضغط على الأطراف المتنازعة لتحقيق السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية.
في سياق متصل أفاد شهود عيان في مناطق دارفور بأن قوات الدعم السريع قامت بتجميع آلاف المقاتلين في اتجاه مدينة الفاشر شمال دارفور، وسط توقعات بزيادة حدة القتال في الأيام القادمة.
ذكر أحد شهود العيان من بلدة برام، الواقعة على بعد حوالي 157 كيلومترًا جنوب نيالا عاصمة جنوب دارفور، والتي تلاصق حدود دولة جنوب السودان، إن المئات من الشباب من المناطق المحيطة بالبلدة قد استنفروا للقتال في الفاشر.
تفرض قوات الدعم السريع حصارًا على مدينة الفاشر منذ أبريل الماضي في سعيها للسيطرة على الفرقة السادسة مشاة الفاشر التابعة للجيش السوداني، التي تعتبر آخر فرقة متبقية في إقليم دارفور بعد انهيار الفرق العسكرية في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين.
قامت “دارفور24” بتوثيق تجميع قوات من المناطق الواقعة في جنوب شرق نيالا، وكذلك من محليات السلام وعد الفرسان وبلدة أم دافوق القريبة من الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى.
أكدت مصادر من “دارفور 24” أن مجموعة من المقاتلين انطلقت يوم السبت الماضي من مدينة نيالا عبر الطريق البري مرورًا بمحليتي بليل ونتيجة حتى وصلت إلى شعيرية في شرق دارفور، بقيادة العقيد محمد إبراهيم المعروف بـ “شوربة”، وهو أحد القيادات العسكرية التي انضمت إلى قوات الدعم السريع بعد انفصاله عن الحركات المسلحة.
قدرت مصادر “دارفور24” عدد القوة بنحو 150 سيارة دفع رباعي وبأكثر من 750 مقاتلاً.
استمرت مدينة الفاشر منذ 10 أغسطس الجاري في مواجهة معارك متقطعة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، ونزوح الآلاف إلى مخيم زمزم وبلدة طويلة.
أدى القصف المدفعي والجوي على المدينة إلى تدمير عدد من المنازل والمرافق، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى بين المدنيين.
يسيطر الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من الحركات المسلحة على الأجزاء الجنوبية والغربية والشمالية ووسط مدينة الفاشر، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على الأحياء الشرقية وبعض الأحياء الشرقية الجنوبية والشمالية من المدينة. كما تُفرض حصار على جميع المداخل المؤدية للمدينة باستثناء الجزء الغربي الذي تسيطر عليه الحركات المسلحة حتى خزان قولو، الذي يقع على بعد 20 كيلومترًا غرب الفاشر.
