السودان الان السودان عاجل

حوار مع القيادي في تقدم علاء عوض نقد : البرهان وحلفاؤه يستغلون معاناة الشعب السوداني ويستفيدون من الصراع

مصدر الخبر / ارم نيوز

قيادي في “تقدم”: البرهان وحلفاؤه يستغلون معاناة الشعب السوداني ويستفيدون من الصراع

وجه عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، الدكتور علاء عوض نقد، اتهاما بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وأتباعه من “الكيزان” وعناصر النظام السابق و”الإخوان” والحركات المسلحة، باستغلال معاناة السودانيين ودمائهم للتربح من الحرب.

قال نقد في حديثه مع “إرم نيوز” إن ضغط البرهان على الشعب للاختيار بين انتهاكات الحرب أو قبول حكمهم قد تحول إلى ابتزاز للمجتمعين الدولي والإقليمي، من خلال الضغوط الناتجة عن نزوح اللاجئين وتصدير الإرهاب.

أشار إلى أن في السودان توجد 21 فرقة عسكرية، ولا يتحكم البرهان إلا في 4 منها، وفي الختام يطالب قوات الدعم السريع بتسليم نفسها، موضحًا أن مقاطعة الجيش لمفاوضات جنيف أدت إلى اعتراف مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان” بقوات “الدعم السريع”.

وأكد نقد أن فرض حظر جوي على قوات البرهان يعد حلاً عمليًا وسريعًا، يسهم في إرساء وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن مسعى قائد الجيش للتعاون مع روسيا يهدف إلى الحصول على الأسلحة من أجل تحسين الوضع الميداني المتدهور للجيش.

وتاليًا نص الحوار:

كيف تنظر إلى ما قاله البرهان عن الحرب لمدة مئة عام، وتعليقًا على رأيه في مفاوضات جنيف؟

“يُظهر هذا الحديث التصعيدي بشكل أساسي ما يحقق البرهان وحلفاؤه من انتصارات في هذه الحرب على حساب معاناة الشعب السوداني.”

حديث ساذج مليء بالأكاذيب”.

إن رفض البرهان لوقف الحرب والتصعيد العسكري كان متوقعًا حتى قبل مفاوضات جنيف. كما أن رد وزارة الخارجية، التي وصفها بأنها “مختطفة من الإسلاميين”، على دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، وطبيعة وشكل الوفد الذي تم إرساله إلى جدة، وأحاديثهم مع المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، كلها تشير إلى أن تحالف البرهان مع “الكيزان” وعناصر النظام السابق و”الإخوان” والحركات المسلحة لا يسعى إلى إنهاء الحرب. ولا يهمهم معاناة الشعب السوداني، بل بالعكس، هم يستغلون تلك المعاناة ليبتزوا الشعب بين خيارين: إما استمرار الحرب وما يصاحبها من أهوال وانتهاكات وآلام، أو قبولهم كسلطة مستقبلية، وقد قاموا بنشر هذا الابتزاز على الساحة الدولية.

ما الذي يعنيه استخدام هذا الابتزاز أمام المجتمعين الدولي والإقليمي؟

يتجلى هذا الابتزاز من خلال استمرار مآسي الحرب التي تؤثر على المنطقة، مثل معاناة اللاجئين وضغوطهم على الدول المجاورة، التي تعاني بالفعل من مشاكل اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى تصدير الإرهاب إلى دول العالم من خلال هذه الساحة.

كيف كان حديث البرهان متضخمًا بالأخطاء، كما ذكرت؟

على سبيل المثال، تحدث البرهان عن تنفيذ إعلان جدة الذي وُقّع تحت مسمى “القوات المسلحة” بالتعاون مع قوات الدعم السريع، لكنه في الوقت نفسه يضع العقبات أمام تمثيله في جنيف من خلال مناداته بمسمى “الحكومة”. وكان الوضع مماثلاً عندما قدم رؤيته لتنفيذ الإعلان، والتي كانت غريبة حيث تضمنت مطالب بانسحاب “الدعم السريع” من الخرطوم ودارفور والجزيرة، بالإضافة إلى تحديد عدد قوات الدعم السريع، رغم أنه في وضع مهزوم. وفي النهاية، يطلب من الطرف الآخر شروط استسلام.

هذا بالإضافة إلى التحديات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي يواجهها البرهان، حيث يوجد في السودان 21 فرقة عسكرية، 8 منها تحت سيطرة قوات الدعم السريع، و5 منها تتعرض لقصف تلك القوات، و3 فرق محاصرة أيضًا من قبل الدعم السريع، ليبقى 4 فرق فقط تحت سيطرة الجيش، بالإضافة إلى فرقة أخرى تشهد اشتباكات، وفي النهاية يؤكد البرهان أن وضعه الحالي أفضل مما كان عليه قبل نشوب الحرب.

إلى أي حد يساهم هذا النوع من الحديث التصعيدي في عزل البرهان؟

البرهان يعاني في الأساس من عزلة سياسية ودبلوماسية، ووضعه ميدانيًا ليس جيدًا، وكل الأكاذيب التي تصدر عنه أصبحت تُظهر حقيقته للعالم.

أدت مقاطعة الجيش لمفاوضات جنيف إلى اعتراف مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان” بقوات الدعم السريع، حيث تم التوصل إلى اتفاقات معها، مما زاد من تفاقم الوضع بالنسبة للبرهان. وكان من الأفضل أن يتم الذهاب إلى جنيف والتفاوض بشأن إجراءات تنفيذ إعلان جدة الذي التزم به.

لذا، هو يتحدث عن شيء ويعارضه في ذات اللحظة.

هل يُعتبر هذا النوع من الأحاديث عن الحرب التي استمرت 100 عام موجهًا إلى واشنطن؟ وما هي توقعاتك بشأن رد الفعل؟

كان رد فعل واشنطن بطيئاً جداً منذ الانقلاب على الثورة السودانية، حيث يظهر البرهان تعنتاً في التعامل مع منصات التفاوض، ويسعى إلى تصعيد الأوضاع وتخريب مفاوضات السلام، وهذا الكلام لا يتناسب مع حجم أزمة السودان.

يرى المجتمع الدولي أن هناك من يعرقل مفاوضات السلام ويرفض إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. لذلك، هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات دولية، خاصة بعد موقف الجيش من مفاوضات جنيف، مثل فرض حظر على الطيران على الأقل، وهو حل عملي وسريع يسهم في تحقيق وقف إطلاق النار.

كيف تقيّم إصدار البرهان لورقة التعاون مع روسيا؟ وهل تعتقد أن الخطوة من موسكو تستدعي عشرة خطوات مقابلة؟

يعكس التباطؤ والتسويف الذي اعتمده البرهان، بدءًا من الدعوة لمفاوضات جنيف ورد وزارة الخارجية السودانية، بالإضافة إلى طبيعة تشكيل الوفد، الجهود المبذولة للتعامل مع روسيا في هذا السياق.

إن الهدف الأساسي من ذلك هو السعي للحصول على أسلحة ودعم خارجي. وأعتقد أن تصريح نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، عندما قال إن “وضعنا الحالي لا يتيح مجالًا للتفاوض”، كان دليلًا واضحًا على الجهود المبذولة لتحسين الوضع الميداني الذي تدهور لهم على مدى 16 شهرًا، وقد بنوا ذلك على أساس هذه الرغبة في التعاون.

هل يُتوقع حدوث تعامل جديد بين البرهان والإسلاميين في ظل هذه الظروف؟

سيستمر البرهان في ممارسات التنكيل بالشعب، واستخدام الطائرات لضرب المدنيين العزل، تحت ذريعة استهداف معاقل “الدعم السريع” ومناطق أخرى.

يستهدف الجيش بالطيران أي منطقة قد تشهد نوعًا من الاستقرار النسبي للسكان، حيث يعد هذا الهدف الرئيسي لهذه الحرب، إذ يسعى لابتزاز الشعب السوداني من خلال مثل هذه الانتهاكات بهدف إقناعهم بقبول العودة إلى الحكم والاستقرار كما كان سابقًا، وعقاب الشعب بسبب الثورة التي قاموا بها ضد نظام “الكيزان”.

عن مصدر الخبر

ارم نيوز

تعليق