السودان الان السودان عاجل

حشود عسكرية مكثفة للــدعم لحسم السيطرة على الفاشر وسط توقعات بتصعيد العمليات العسكرية في جميع المحاور

مصدر الخبر / ارم نيوز

أفادت مصادر متطابقة بتجمعات عسكرية كبيرة لقوات الدعم السريع، بهدف حسم السيطرة على مدينة الفاشر في شمال دارفور.

أفادت المصادر بأن الوضع نفسه قد يتكرر في الخرطوم، التي يُتوقع أنها ستشهد أيضًا معارك عنيفة في الفترة القادمة.

أفادت لـ”إرم نيوز” بأن قوات الدعم السريع في جبهة الفاشر تقوم حالياً بتنسيق المهام بين العناصر المستنفرة التي تقاتل ضمن صفوفها والقوات النظامية التابعة لها، استعداداً لبدء الهجوم على الفاشر.

أوضحت أن الاستعداد للهجوم المقبل على الفاشر قد تقدم بشكل كبير، بعد توافر جميع المساعدات اللوجستية المطلوبة من أسلحة ووقود وغيرها. ومن المتوقع أن تبدأ الاشتباكات خلال الأيام القادمة.

وأشارت إلى أنه إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر، فقد تقوم بتكرار الأمر نفسه في العاصمة الخرطوم، حيث تتقاسم السيطرة مع الجيش السوداني، لتكون جاهزة لأي تطورات مستقبلية في حال تعثرت فرص التوصل إلى تسوية.

شهدت مناطق “شمال الخرطوم بحري” في العاصمة السودانية يوم الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي أول معارك ميدانية تحدث بعد فترة طويلة.

أفاد شهود عيان لموقع “إرم نيوز” بأن الاشتباكات حدثت في منطقتي “حطاب والكدرو”، شمال مدينة الخرطوم بحري التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، باستثناء بعض المواقع العسكرية المحددة التابعة للجيش السوداني.

لا يزال الجيش السوداني يحتفظ حتى الآن بمقر سلاح الأسلحة في منطقة “الكدرو”، كما يحتفظ أيضًا بمعسكر حطاب، وهذان المعسكران قريبان جغرافيًا من بعضهما البعض.

تناقلت حسابات مرتبطة بقوات الدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر مشاهد من المعارك العسكرية في منطقة حطاب، حيث تتناثر جثث الجنود في المكان.

أكد جنود من قوات الدعم السريع في الفيديوهات المتداولة أنهم قد اقتحموا معسكر حطاب بعد مقتل واعتقال عدد من الجنود المنتمين للجيش السوداني، حيث أظهرت المقاطع المتداولة بعض عناصر الجيش تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

مناورة

يتحدث الكثيرون في السودان عن احتمال قيام قوات الدعم السريع بتشكيل حكومة موازية للجيش في بورتسودان، في حال تمكنت من إنهاء الصراع في الفاشر والخرطوم. وكان المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، قد أشار إلى ذلك سابقًا.

يعتقد الصحفي المراقب لنشاط “الدعم السريع”، محي الدين زكريا، أن الحديث عن تشكيل حكومة في الخرطوم هو مجرد مناورة سياسية تهدف إلى الضغط على الجيش لمنعه من التفكير في تشكيل حكومة في بورتسودان.

وفيما يتعلق بالوضع العسكري في الميدان، توقع زكريا أن تشتد المعارك في الفاشر خلال الأيام القادمة، لكنه استبعد إمكانية تقدم قوات الدعم السريع في الخرطوم.

من المحتمل أن تحرص قوات الدعم السريع على عدم توسيع نطاق القتال والتركيز فقط على المحافظة على مواقعها في الخرطوم، وذلك لأن الجيش قد عزز تحصيناته بشكل جيد ويستخدم أجهزة تشويش على المدافع والطائرات المسيرة.

وأشار إلى أن الجيش لن يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام في الخرطوم، لأن قوات الدعم السريع تمتلك دفاعات قوية.

وذكر أنه “من المتوقع أن تتحرك قوات الدعم السريع نحو مدينة الفاشر، وإذا تمكنت من السيطرة عليها، فقد تتوسع نحو مناطق أخرى في ولايتي نهر النيل والنيل الأزرق”.

وذكر أن التقدم العسكري لمتمردي مجموعة “فانو” الإثيوبية على الحدود مع السودان الشرقي قبل يومين يعد خطوة استباقية لمنع أي إمدادات لقوات الدعم السريع من الجهة الشرقية في حال تمكنها من السيطرة على مدينة الدمازين.

سيطرت ميليشيا فانو الإثيوبية على بلدة المتمة الحدودية في اليومين الماضيين، مما أدى إلى قيام السلطات السودانية بإغلاق المعابر ووقف حركة السفر.

أرض جديدة

توقع المحلل السياسي علاء الدين بابكر أن تزداد حدة الصراع العسكري في الفاشر والخرطوم خلال الأيام القادمة، حيث تسعى أطراف النزاع عادةً لاستعادة أراضٍ جديدة بعد فشل أي جولات تفاوضية.

قال بابكر لـ”إرم نيوز” إن الجانبين في الصراع سيسعيان لتعزيز سيطرتهما الميدانية لتحسين موقفهما التفاوضي في أي محادثات مستقبلية، حتى يتمكن كل منهما من فرض أجندتهما عند طاولة المفاوضات.

أكد أن قوات الدعم السريع تسعى للسيطرة على مدينتي الفاشر والخرطوم وإبعاد الجيش والحركات منهما، متوقعًا أن تشهد المدينتان في الأيام القادمة مواجهات عنيفة بين الأطراف.

أشار إلى أن مدينة الفاشر تشهد في الوقت الحالي عمليات تجميع كبيرة من قبل قوات الدعم السريع، مما يدل على احتمال تصاعد المعارك في المستقبل. وأضاف أن المعارك التي اندلعت في مدينة الخرطوم بحري قادتها قوات الدعم السريع التي قامت بمهاجمة معسكرات الجيش هناك، حسب قول بابكر.

وأوضح أن الجيش السوداني زاد من نشاطاته العسكرية، إلا أن هذه العمليات استندت إلى القصف الجوي، لافتًا إلى أن هذه الطريقة لا تضمن الانتصار في المعركة.

قامت القوات المسلحة السودانية بزيادة وتيرة غاراتها الجوية اليومية على مناطق متفرقة في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.

عن مصدر الخبر

ارم نيوز

تعليق