أفاد وزير الشئون الاجتماعية بالإدارة المدنية في جنوب دارفور، حافظ الصالح، بأن هناك صعوبات تواجه المنظمات الإنسانية التي تسعى لإدخال المساعدات إلى دارفور عبر معبر أدري الحدودي، حيث تواجه هذه المنظمات مشاكل في الحصول على تأشيرات الدخول من السفارة السودانية في تشاد.
وقال إن الحكومة أعلنت عن فتح المعبر الحدودي أدري مع تشاد، إلا أنه لم يتم إصدار أي تأشيرات دخول لموظفي المنظمات حتى الآن. وأضاف: “بعد إعلان فتح المعبر، كان من المفترض أن تقوم السفارة السودانية في تشاد بإجراءات تأشيرات موظفي المنظمات، لكن حتى الآن لم يحصل أي موظف على تأشيرة دخول.”
بدون تأشيرات
أشار إلى أن موظفي ست منظمات اضطروا للدخول دون تأشيرات، وأوضح أن أحد الموظفين تحدث معه بشأن موضوع التأشيرة، قائلاً: “كيف يمكنكم حمايتنا ونحن هنا دون أي تأشيرات؟” وأضاف: “انظر إلى جواز سفري، فلا توجد فيه تأشيرة.” فرد عليه الوزير قائلاً: “لقد جئتم للقيام بعمل إنساني وإنقاذ السودانيين من الجوع، لذا لن تواجهوا أي مشكلة.”
عقبات نقل المساعدات
وصف الحافظ الوضع الإنساني في جنوب دارفور بأنه صعب، مشيراً إلى أن المساعدات الإغاثية وصلت إلى مدينة الجنينة في غرب دارفور، لكنها لم تصل إلى جنوب دارفور بسبب انقطاع الطريق في منطقة مورني بين ولايتي غرب ووسط دارفور.
أفاد الوزير بأن موظفي برنامج الغذاء العالمي أبلغوه قبل يومين خلال اجتماع عبر (تطبيق زوم) أن انقطاع جسر مورني قد أثر على نقل المساعدات. وأشاروا إلى أنهم يسعون لنقلها بواسطة الطائرات المروحية من مورني إلى مطار زالنجي، ومن هناك سيتم توصيل المساعدات بالشاحنات إلى مدينة نيالا. وأضاف “لقد طلبت منهم نقل المساعدات مباشرة إلى نيالا بواسطة المروحيات، ولكنهم اعتذروا بسبب عدم عمل أجهزة الرادار في مطار نيالا كما هي الحال في مطار زالنجي”.
موضحًا أن نحو 96 شاحنة متوقفة في منطقة مورني بوسط دارفور ولا تستطيع الوصول إلى مدينة زالنجي ومن ثم إلى نيالا.
وأوضح أن هناك شاحنات تحمل 486 طنًا من الإغاثة والبذور الزراعية وصلت إلى منطقة خزان جديد في شرق دارفور في طريقها إلى نيالا، لكنها توقفت هناك لأكثر من ثلاثة أسابيع بسبب الأمطار والسيول. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك شاحنتين تابعتين لبرنامج الغذاء العالمي مخصصتين لمعسكرات النازحين؛ وصلت إلى مدينة نيالا قبل يومين بعد 21 يومًا من مغادرتها مدينة الضعين.
ارتفاع الاسعار
أفاد وزير الشؤون الاجتماعية أن سكان الولاية يواجهون زيادة غير معقولة في أسعار السلع والمواد الغذائية، مما يتجاوز قدرات الأسر المالية. وأشار إلى أن سعر جوال الدخن وصل إلى 300 ألف جنيه، بينما بلغ سعر جوال السكر الذي يزن 50 كيلو جراماً 250 ألف جنيه، في حين وصل سعر جوال الدقيق وزنه 25 كيلو جرام إلى حوالي 85 ألف جنيه.
معاناة المحليات الشمالية
كشف الوزير عن معاناة كبيرة يعيشها سكان المناطق الشمالية (مرشينج، الملم، وشرق الجبل) نتيجة لصعوبة الحصول على المواد الغذائية والبترولية، حيث كانوا يعتمدون على مدينة الفاشر التي أصبحت الآن مقطوعة تماماً، مما زاد من تعقيد الوضع في تلك المناطق. وأضاف أن المناطق الجنوبية في حالة أفضل لأنها تستورد المواد الغذائية والسلع من ولاية شرق دارفور.
الكاش
أكد وزير الشؤون الاجتماعية أن ولايات دارفور تعاني حالياً من مشكلة حادة في السيولة النقدية، موضحاً أنه لا توجد سيولة في أسواق الولاية، وإذا وُجدت، فإن عملية التحويل من التطبيقات البنكية إلى النقد تتطلب خصماً يصل إلى 25%.
تشكو الأسر في مدينة نيالا والمناطق الأخرى في الولاية من نقص حاد في النقد، مما زاد من معاناتها. تعتمد معظم الأسر في دارفور، بسبب النزاع، على التحويلات البنكية من الخارج لتوفير المواد الغذائية. لكن بعض الأسر تضطر للانتظار لأسابيع حتى تتمكن من تحويل المبالغ التي تتلقاها في حساباتها البنكية من الخارج إلى نقود نقدية.