أكد اللواء محمد قشقوش، الخبير الأمني، أن الوضع الحالي في السودان يعكس حالة من الحرب الأهلية والصراع بين مؤسستين حكوميتين، واحدة منها شبه حكومية.
وأوضح أن هذه الحرب لا تؤثر فقط على الأطراف المتنازعة، بل تلحق الضرر بالسودان كدولة، مما يؤدي إلى تدهور الاقتصاد والبنية التحتية، بالإضافة إلى تهجير قسري أو نزوح سواء داخل البلاد أو خارجها.
وأشار قشقوش في تصريحات خاصة لجريدة الدستور إلى أن الأزمة السودانية تمثل تحديًا كبيرًا لمصر، حيث أن معظم النازحين يتجهون نحوها. وأكد أن مصر تمتلك القدرة على استيعاب هؤلاء النازحين، رغم وجود بعض الجاليات السودانية في الدول الإفريقية المجاورة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأوضح أن السودانيين يشكلون 57% من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في مصر من مختلف الجنسيات، حيث أدت الحرب في السودان إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص إلى خارج البلاد.
كما تشير التقديرات الدولية إلى أن عدد ضحايا النزاع في السودان قد يصل إلى 150 ألف شخص، مما يضاعف من الأعباء على مصر في ظل هذه الظروف.
أكد الخبير الأمني أن مصر تبذل جهودًا حثيثة بالتعاون مع الأطراف المعنية لإنهاء النزاع المستمر في السودان، من خلال التوصل إلى اتفاق يحترم سيادة الدولة الشقيقة ويعكس تطلعات الشعب السوداني الذي يسعى للتخلص من آثار الحرب المدمرة. هذه الجهود تأتي في إطار التزام مصر بدعم استقرار المنطقة وتحقيق السلام.
وأشار الخبير إلى أن إيجاد حل للأزمة السودانية سيساهم بشكل كبير في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في البلاد، حيث تمتلك السودان جميع المقومات اللازمة من زراعة وصناعة وبنية تحتية متطورة. كما أن هناك إمكانيات كبيرة لبناء نظام اقتصادي زراعي قادر على تلبية احتياجات السودان ومصر والدول الإفريقية الأخرى، مما يستدعي ضرورة الوصول إلى حل سريع.
وأوضح أن تحقيق السلام في السودان سيمكن الشعب السوداني من الاستفادة من ثرواته الطبيعية، مما يساعد في وقف النزاعات الداخلية والانقسامات. إن استقرار السودان يعد أمرًا حيويًا ليس فقط لمصلحته الوطنية، بل أيضًا لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.