في ظل الصراع المتصاعد بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نشاطًا ملحوظًا من قبل مؤيدي الطرفين، الذين يقومون بالترويج لمقاطع فيديو وصور صوتية مفبركة تُعزز من مواقفهم.
مثال بارز على المحتوى المزيف
من بين المحتويات التي حققت انتشارًا واسعًا مؤخرًا، برز فيديو يُظهر تصويرًا ليليًا لشخصين يتحكمان في مسيرة عسكرية تقصف مدرعات وعربات قتالية ومستودع للجيش. ويُحمل الفيديو عنوانًا مُستفزًا وهو “ناس الفاشر بلو راسكم”.
تحقيق وحدة التحقق
بسبب تفاعل الناس الكبير مع هذا الفيديو وانتشاره بشكل واسع، قامت وحدة التحقق في راديو دبنقا بإجراء بحث موسع حول محتواه. وقد أسفرت هذه التحقيقات عن نتائج مهمة، حيث تم إثبات أن الفيديو قديم، وتم نشره لأول مرة على منصة “تيك توك” بتاريخ 30 يوليو 2024 على يد شخص أطلق على نفسه اسم الحركي “دعامي يا جن”. في التعريف الذي وضعه أسفل اسمه، ذكر “جاهزية في حل القضية”، مما يظهر اتجاهه الواضح في فرض تصورات معينة في سياق النزاع الراهن. وقد لاقى الفيديو تفاعلًا كبيرًا حيث أعجب به 4279 شخصًا وتمت مشاركته من قبل أكثر من 400 مستخدم.
الروابط المتعلقة
لتفاصيل أكثر، يمكن الاطلاع على رابط الفيديو على تيكتوك: رابط الفيديو
الأدلة على التلاعب بالحقائق
بالإضافة إلى ذلك، تبين أن نفس الشخص لديه تسعة فيديوهات أخرى، جميعها تحمل نفس النمط، حيث يظهر تسجيلات للتحكم في الطائرات المسيرة في مهمات قتالية مصحوبة بتعليقات صوتية.
ومن الواضح جدًا أن الفيديو المفبرك ليس له أي علاقة بالمعارك الجارية، وإنما هو مجرد تسجيل من لعبة إلكترونية تُدعى “Drone Strike Military War 3D”، المتاحة في متجر جوجل.
يمكن الاطلاع على اللعبة عبر الرابط التالي: رابط اللعبة
خاتمة تُبرز هذه الحادثة أهمية التحقق من المعلومات المنتشرة عبر الإنترنت، خاصة في أوقات النزاع، حيث يمكن أن تؤثر المعلومات المغلوطة على الرأي العام وتزيد من الاحتقان بين الأطراف المتنازعة.
تمام