شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعدًا في أعمال العنف، حيث أسفرت عمليات القصف المدفعي المستمرة والهجمات التي يشنها الدعم السريع عن مقتل وجرح عدد غير معروف من المدنيين. هذه الهجمات، التي تكررت يوميًا على مدى أشهر، أدت إلى حالة من الذعر بين السكان، الذين يعانون من نقص في الأمان والموارد الأساسية.
في الوقت نفسه، واصل سلاح الطيران التابع للجيش قصفه لمواقع الدعم السريع المحيطة بالمدينة.
وأفاد شهود عيان من الفاشر المحاصرة بأن القصف المدفعي من قبل الدعم السريع استهدف منازل المواطنين في أحياء الجيل والقاضي وبرنجية، بالإضافة إلى أجزاء من مكركا وأشلاق الشرطة. وقد أدى هذا القصف إلى وقوع إصابات بين المدنيين، مما زاد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وفقًا لشهادات من سكان المدينة، تم نقل الضحايا إلى مستشفى الشرطة، بينما تم إسعاف الجرحى إلى المستشفى السعودي، الذي لم يكن بمنأى عن القصف المدفعي. هذه الأحداث تعكس الوضع الإنساني المتدهور في الفاشر، حيث يواجه السكان تحديات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية والأمان، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الأزمة.
الى ذلك أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح عن نجاحها في معارك يوم الخميس ضد قوات الدعم السريع، حيث استمرت الاشتباكات لأكثر من خمس ساعات. وأكدت القوات المشتركة أنها تمكنت من تحقيق انتصارات ملحوظة، مما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع والانسحاب من مواقعها.
في بيان رسمي صادر عن الناطق باسم القوة المشتركة، الرائد أحمد حسين مصطفى، تم الإشارة إلى أن القوات المشتركة تمكنت من تدمير عدد من العربات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع. كما أفاد البيان بأن القوات استولت على عدد من المركبات القتالية سليمة، بالإضافة إلى أسر عدد من الجنود، في حين فرّ الباقون تاركين خلفهم جثث قتلاهم في ساحة المعركة.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات بين القوات المختلفة في المنطقة، حيث تسعى القوة المشتركة لتعزيز موقفها العسكري. ويعكس هذا الانتصار قدرة القوات المشتركة على مواجهة التحديات، مما قد يؤثر على مجريات الأحداث في المستقبل القريب.
كان قد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة يوم الأربعاء استمع خلالها إلى إحاطتين من مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا، وجويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، حيث تم التركيز على الوضع في مدينة الفاشر السودانية. وأكدت بوبي على أهمية الدعوات المتكررة من الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف المتنازعة بضرورة تهدئة الأوضاع في الفاشر، محذرة من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على تصعيد النزاع.
وأشارت بوبي إلى أن مجلس الأمن قد دعا قوات الدعم السريع إلى فك الحصار المفروض على الفاشر، إلا أن الجهود المبذولة لم تنجح في منع تفاقم الوضع العسكري. وأوضحت أن الوضع الإنساني في المدينة لا يزال مقلقًا، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين خطر العنف الجماعي، مما يستدعي تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي.
في ختام الجلسة، أعربت بوبي عن قلقها العميق إزاء معاناة المدنيين في الفاشر، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة لحماية السكان المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. كما دعت جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والبحث عن حلول سلمية للنزاع، محذرة من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
