توقع خبراء استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في السودان، مما يسهم في إنهاء الحرب، وذلك عقب استجابتهما السريعة لدعوة الولايات المتحدة.
أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانًا يوم الثلاثاء يتناول الوضع في السودان، حيث دعا إلى أهمية الحوار والتفاوض من أجل إنهاء النزاع.
على الفور، رحب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي) يوم الخميس، بالدعوة الأمريكية، وأكدا استعدادهما للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.
عصا غليظة
توقع المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن الحراك الأمريكي الأخير قد يدفع الأطراف السودانية إلى الحوار، خصوصًا مع وجود تهديدات قوية قد تواجههم، خاصة وأن الملف السوداني أصبح تحت إدارة الرئيس الأمريكي.
قال جمعة لـ “إرم نيوز” إن “الجهود الأمريكية الجديدة لاستئناف المفاوضات بشكل مباشر بين الطرفين جاءت من بايدن نفسه بعد زيارة وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى مصر، التي تمتلك نفوذًا كبيرًا على الجيش السوداني”.
فيما يخص موافقة قوات الدعم السريع، أكد “جمعة” أن حميدتي كان دائماً يوافق بلا أي شروط على أي جهود تهدف لتحقيق السلام في السودان، لذلك فإن موافقته على مبادرة الرئيس الأمريكي بايدن تتماشى مع ما كان يقوله منذ بداية الحرب.
وأشار إلى أنه “يمكن استئناف المفاوضات السودانية خاصة بعد قبول الجيش بالمبادرة، حيث كان دائمًا يرفض التفاوض لأسباب متعددة”.
وأوضح أن “طرفي النزاع في السودان يخضعان حاليًا للضغوط الدولية والإقليمية، بعد مرور نحو عامين من الحرب، دون أن يتمكن أي طرف من حسمها”.
يعتقد البعض أن رد فعل البرهان السريع على دعوة الرئيس الأمريكي لاستئناف المفاوضات يعود إلى “الانقسامات التي تعاني منها صفوف الجيش السوداني، بالإضافة إلى تراجع مصداقية الحركة الإسلامية وسيطرتها على قرار إنهاء الحرب”.
لا نتيجة سريعة
اعتبر المحلل السياسي يوسف بشير أن “دعوة بايدن للأطراف المتنازعة في السودان تعني تحويل الملف السوداني من وزارة الخارجية إلى البيت الأبيض، وذلك للتأكيد على جهود الولايات المتحدة في إنهاء النزاع”.
ومع ذلك، أشار بشير في تصريح لـ”إرم نيوز” إلى أنه “من المحتمل ألا تسفر هذه الجهود عن نتيجة سريعة بشأن وقف الحرب، نظراً لاختلاف وجهات نظر الجيش السوداني والدعم السريع بشأن جدول المفاوضات وطريقة إنهاء النزاع”.
وأوضح أن “قوات الدعم السريع تسعى إلى تسريع عملية التفاوض من أجل إنهاء النزاع للحفاظ على تماسك المقاتلين الذين يتعاونون معها، بينما لا يستطيع الجيش الانخراط في المفاوضات نظرًا لتفاوت مواقف قادته والأطراف المتحالفة معه بين إنهاء الحرب من خلال الحل السلمي أو اللجوء إلى العمل العسكري”.
وأضاف بشير أن “الحقيقة تشير إلى أن البرهان يفضل الحلول السلمية من أجل الحفاظ على منصبه، ولكنه لن يتوجه إلى التفاوض في ظل رفض نائبه في الجيش ياسر العطا، ونائبه في مجلس السيادة مالك عقار، بالإضافة إلى حركات دارفور، للحلول السلمية؛ لذا هو يحتاج إلى وقت لتوحيد الرأي داخل مؤسسته قبل الدخول في عملية التفاوض”.
وأشار إلى أن “استجابة البرهان لدعوة الرئيس الأمريكي تهدف أيضًا إلى تسهيل تنظيم لقاءات له مع كبار المسؤولين خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
قال البرهان في بيان ترحيبه بدعوة الرئيس الأمريكي إنه “يتطلع إلى تعزيز النقاشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته القادمة في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل”.