تجاوز عدد الإصابات بوباء الكوليرا في السودان حاجز 14 ألف حالة في 10 ولايات، مع تسجيل 450 حالة وفاة، وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن وزارة الصحة. جاء ذلك خلال تصريحات وزير الصحة المكلف، هيثم محمد إبراهيم، الذي عرض الوضع الوبائي الحالي في البلاد وأبعاد تفشي المرض خلال اجتماع اللجان الفنية للقطاعات الوزارية الذي عقد الثلاثاء.
ركز الوزير خلال الاجتماع على أهمية تنسيق الجهود بين المستويات الاتحادية والولائية لمواجهة هذا الوباء، مشددًا على تحسين الأوضاع البيئية والحد من المسببات للمشاكل الصحية. كما تم تناول توفير المياه الصالحة للشرب باعتباره عاملًا أساسيًا في مكافحة الكوليرا، بالإضافة إلى دعوة المجتمع المحلي للمشاركة الفعالة في هذه الجهود.
أكد الوزير أن الإمدادات الطبية متوفرة بشكل جيد في معظم الولايات، مشيرًا إلى أن هناك ترتيبات لعقد اجتماعات مع وكالات الأمم المتحدة في الفترة المقبلة لتعزيز الموارد اللازمة. كما أضاف أن هناك جهودًا إضافية تتم في ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل، مع انتهاء المرحلة الأولى من حملة التطعيم، مما يعكس التزام الوزارة بمحاصرة انتشار الوباء في البلاد.
ازدياد ملحوظ للكوليرا بالشمالية
أعلنت وزارة الصحة في الشمالية عن وفاة 19 شخصًا نتيجة مرض الكوليرا، وزيادة عدد حالات الإصابة المؤكدة عبر الفحوصات المخبرية إلى 462 حالة.
أفاد التقرير بأن حالات الوفاة والإصابة بوباء الكوليرا كانت مركّزة في محلية الدبة حتى يوم الإثنين.
إصابات ووفيات مستمرة في نهر النيل
من جهتها، أفادت وزارة الصحة في ولاية نهر النيل بتسجيل 121 حالة إصابة جديدة بوباء الكوليرا و6 حالات وفاة يوم الاثنين.
ازداد العدد الإجمالي للإصابات في الولاية ليصبح 3811 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 91 حالة.
سجلت محلية بربر أمس أعلى عدد من حالات الإصابة، حيث بلغت 50 حالة، تلتها محلية عطبرة بـ 46 حالة، ثم محلية الدامر بـ 21 حالة، في حين تم تسجيل حالتين في كلّ من محليتي شندي وأبو حمد. وقد وصل عدد المرضى المنومين في مراكز العزل إلى 184 حالة.
أوضاع مأساوية بكسلا
في ولاية كسلا، أعلن القيادي المدني أبو فاطمة أونور لإذاعة دبنقت عن ظهور وباء الكوليرا في محلية شمال الدلتا، وخصوصًا في مناطق أوليب ومتاتيب.
وأكد في حديثه لراديو دبنقا أن العشرات قد لقوا حتفهم أو أصيبوا.
أكد على ضرورة توفير الأدوية ووسائل النقل السريعة لمستشفى وقر، بالإضافة إلى الحاجة لتدخل فرق الطوارئ المتكاملة لإنشاء مراكز عزل عاجلة، مشيراً إلى أن مستشفى وقر بمفرده لا يكفي.
كما طالب بتوفير وسائل لحماية من رش الذباب والحشرات، مشيراً إلى أن المواطنين يمتنعون عن إقامة المآتم والاحتفالات خوفاً من انتشار المرض.
كما ناشد وزارة الصحة بتوجيه المنظمات لرعاية مراكز عزل عاجلة لمواجهة الأوضاع المأساوية للمجتمع المحاصر بالفيضانات، مشيراً إلى وجود نازحين من الخرطوم والجزيرة ضمنهم.
في مستشفى أروما بولاية كسلا، أعرب الطاقم الطبي عن استيائه من أن المرضى يُنقلون للراحة تحت الأشجار في المستشفى بسبب عدم تجهيز قسم العزل، مشيرين إلى ارتفاع معدل دخول الحالات المصابة بالكوليرا.
سجلت ولاية كسلا حتى يوم الخميس المنصرم 4274 حالة إصابة بالكوليرا و126 حالة وفاة.
أكد وزير الصحة الاتحادي أن ولايتي كسلا والقضارف قد شهدتا أعلى حالات إصابة ووفاة نتيجة للكوليرا.