دعت جامعة الدول العربية إلى توفير تمويل عاجل لخطة المساعدات الإنسانية في السودان، وأبدت استعدادها للمشاركة في أي جهود تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام. يأتي هذا الطلب في وقت حرج حيث يعاني الشعب السوداني من تداعيات الحرب المستمرة.
وفي هذا السياق، أشار المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبا زيد إلى أن هذا الاهتمام من الجامعة العربية جاء بعد فترة طويلة من الإهمال تجاه الوضع في السودان. فقد غابت الاجتماعات الرسمية على مستوى وزراء الخارجية أو القمة العربية لمناقشة الأزمة التي تعصف بأحد أعضاء الجامعة، مما يعكس عدم التحرك الفعال من قبل الجامعة في معالجة هذه القضية.
وأضاف أبا زيد أن الوضع في السودان يتطلب تحركاً عاجلاً من قبل الدول العربية، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها المواطنون. وأكد على أهمية تكثيف الجهود العربية لإنهاء النزاع وتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني في هذه الأوقات العصيبة.
أكد “أبا زيد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام” أن الجامعة العربية كان من المتوقع أن تبدي اهتمامًا أكبر منذ بداية الأزمة، حيث اقتصر دورها في المرحلة الأولى على جهود تنسيقية فقط، ولم يتجاوز ذلك. وأشار إلى أن الخطة الحالية لتقديم المساعدات الإنسانية تأتي بعد أن وصلت الأزمة الإنسانية في السودان إلى مستويات حرجة.
وأضاف أن الوضع الحالي يتطلب استجابة عاجلة نظرًا للظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب السوداني، بما في ذلك نقص الغذاء والدواء ووسائل الحياة الأساسية. وأكد أن الأمم المتحدة تبذل جهودًا كبيرة منذ أغسطس الماضي، من خلال تنظيم اجتماعات في جنيف لمناقشة الوضع.
وأوضح أن اهتمام الجامعة العربية لم يكن في صميم أولوياتها، بل جاء كجزء من الأنشطة المرتبطة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ساهمت الجامعة في تعزيز الأمن والسلم الإقليميين.
