السودان الان السودان عاجل

غرب كردفان : كيف أصبحت غرفة طوارئ بابنوسة نقطة إنقاذ للنازحين والفارين؟

مصدر الخبر / موقع التغيير

تمكنت غرفة طوارئ بابنوسة من إنشاء 12 غرفة طوارئ إضافية في 12 محلية بولاية غرب كردفان، حيث تم تشكيل مجلس تنسيقي لتقديم الدعم والخدمات.

أجبرت ظروف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معظم سكان مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، غرب البلاد، على ترك منازلهم خوفاً من آثار العمليات العسكرية التي استمرت بلا توقف منذ منتصف أبريل من العام الماضي.

هرب السكان من خطر الموت إلى أماكن مجهولة، حاملين معهم قصص معاناتهم. ولكن، لم تكن الوجهات الجديدة أفضل بكثير، حيث وجد الفارون أنفسهم تحت وطأة أوضاع إنسانية مأساوية، بلا مأوى أو غذاء، وسط تدهور مستمر في الوضع الإنساني.

في خضم تلك الأحداث المؤسفة، تم إنشاء غرفة طوارئ في بابنوسة يوم الرابع عشر من يوليو 2023 بفضل مبادرة من أبناء وبنات المنطقة المتطوعين، وذلك من أجل المساهمة في تخفيف آثار الحرب التي اجتاحت البلاد بشكل عام والمنطقة بشكل خاص.

قالت عضوة المكتب الإعلامي لغرفة طوارئ ابنوسة (م.ج)، جاءت هذه الخطوة كرد فعل سريع على تغيرات الأوضاع، حيث قامت الأجسام الثورية في المنطقة بالدعوة إلى اجتماع عاجل لتسمية ممثلين يشاركون في الجهود الإنسانية.

وأضافت لـ(التغيير) أنه خلال الاجتماع كانت النقاشات مركزة على كيفية مواجهة التحديات، وتم الاتفاق على العمل في مجال المساعدات الإنسانية من خلال دعم الأمن الغذائي للنازحين وتوفير الرعاية الصحية والتعليم البديل، بالإضافة إلى معالجة قضايا المرأة والطفل.

وأفادت الغرفة بأنها طلبت من جميع سكان المدينة التطوع في المجالات الطبية والإنسانية، بما في ذلك الأطباء والممرضين والصيادلة، من أجل تقديم العون الطبي العاجل للنازحين والمناطق المجاورة.

وأوضحت (م.ج) الهيكل التنظيمي للغرفة يعمل بكفاءة ويدمج مكاتب متنوعة مثل المكتب الطبي، المكتب النسائي، ومكتب الخدمات، والتي تتعاون معًا لتلبية احتياجات النازحين.

وأشارت إلى أن الغرفة استطاعت تقديم خدمات إنسانية وعلاجية مجانية لأكثر من 2600 شخص من خلال مستوصف القمير الطبي، إلا أن الحرب التي اندلعت في بابنوسة في 23 مارس 2024 قد أعاقت إمكانية تقديم المزيد من هذه الخدمات.

وتابعت (م.ج تواصل الغرفة عملها على تلبية الاحتياجات الغذائية والدوائية للنازحين، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة (التكل) التي تهدف إلى تقديم وجبات مجانية لهم في مراكز الإيواء في المنطقة.

أكدت في حديثها أنه بالرغم من الدعم الذي حصلت عليه الغرفة من منظمات محلية ودولية، فإن التحديات لا زالت كبيرة، حيث تتمثل أبرزها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الأدوية الحيوية، بالإضافة إلى وجود تحديات أمنية كبيرة وانقطاع في خدمات الاتصالات.

وقالت (م.ج)، لا تزال المبادرة تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف معاناة النازحين، حيث يعتمد الكثير منهم على هذه الوجبات كمصدر رئيسي لغذائهم. كما توفر المبادرة فرصة للدعم النفسي، حيث يلتقي النازحون أثناء تحضير الوجبات، مما يعزز لديهم شعور الانتماء والتقدير.

نجحت الغرفة في استئناف مشروع “التكل” الذي تعتمد عليه العديد من الأسر النازحة بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر.

في سياق توسيع المبادرة، استطاعت الغرفة تأسيس 12 غرفة طوارئ جديدة في 12 منطقة في ولاية غرب كردفان، حيث يتمثل ذلك في مجلس تنسيقي يعمل على تنسيق الجهود بين الغرف وتحديد احتياجات المواطنين، سواء من خلال الاتصالات الخارجية أو عبر مجلس تنسيق العمل المجتمعي.

تشير المعلومات إلى أن مدينة بابنوسة وغيرها من مدن غرب كردفان كانت تعج بالحياة قبل أن تتحول إلى ساحة لمعارك دامية ومتواصلة، مما أسفر عن سقوط الاف من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، بالإضافة إلى آلاف الأسر التي أجبرت على النزوح إلى مناطق أخرى في سعيها للنجاة، وذلك بالتزامن مع توقف أصوات الرصاص.

وفقًا لتقارير سابقة صادرة عن مفوضية العون الإنساني في غرب كردفان، فإن عدد النازحين في الولاية قد تخطى 173 ألف شخص، حيث فر 8437 منهم من مدينة بابنوسة بسبب المعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في المنطقة.

منذ بداية الاشتباكات، هاجرت مئات العائلات إلى مناطق ومدن قريبة، ومن ضمنها المجلد التي تقع شرق مدينة بابنوسة.

دخلت بابنوسة في نطاق المواجهات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، التي لا تزال مستمرة في عدة مدن بكردفان، بما في ذلك الأبيض والدلنج.

تُعد مدينة بابنوسة واحدة من أبرز النقاط المحورية في شبكة السكك الحديدية السودانية، حيث تربط بين الغرب والشرق والشمال في البلاد.

عن مصدر الخبر

موقع التغيير