تعرضت القوات المتحالفة مع الجيش السوداني لعدة هزائم متتالية في منطقة شمال دارفور، كما أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها قوات الدعم السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذه التطورات تأتي في وقت حساس حيث تتصاعد حدة النزاع في المنطقة.
منذ يوم الثلاثاء الماضي، تشهد صحراء شمال دارفور معارك عنيفة، حيث أرسل الجيش السوداني تعزيزات كبيرة من الحركات المسلحة التي تم تدريبها وتسليحها في شرق السودان. الهدف من هذه الخطوة هو محاولة نقل الصراع إلى دارفور، وفقاً لمصادر مطلعة لموقع ارم نيوز.
الوضع في شمال دارفور يعكس تصاعد التوترات العسكرية، حيث تسعى القوات المتحالفة مع الجيش السوداني إلى استعادة السيطرة، بينما تواصل قوات الدعم السريع تحقيق انتصارات جديدة. هذه المعارك قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل الاستقرار في المنطقة.
خسائر فادحة
شهدت منطقة “المزروب” شمال دارفور يوم الخميس معارك شديدة، حيث أعلنت قوات الدعم السريع عن تحقيقها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات لقوات الجيش.
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها على منصة “إكس” أنها حققت “انتصاراً جديداً على قوات الجيش المهزوز وتشكيلاته من المرتزقة، خلال معارك جرت في منطقة المزروب بولاية شمال دارفور، وذلك بعد هجوم قامت به 120 عربة قتالية تابعة للمرتزقة على نقطة تمركز صغيرة لقوات الدعم السريع”.
أوضح البيان أن “قوات الدعم السريع استطاعت، بعد معارك عنيفة، تدمير حشود المركبات التابعة للقوة المهاجمة، مما ألحق بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح”.
أشار إلى أن “قوات الدعم السريع استولت على 70 مركبة مزودة بكامل تجهيزاتها، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة والذخائر والمدافع، كما قامت بتدمير عشرات المركبات التابعة للعدو، قبل أن يفر باقي المهاجمين، حيث تم مطاردتهم حتى منطقة “أم مراحيك” غرباً، وأصبح جميع عناصر العدو بين قتيل وأسير”.
ذكر البيان أن “المحاولات اليائسة من الفلول ومرتزقة الحركات تعكس حالة الهزيمة والارتباك التي تعيشها قوات الحركة الإسلامية تحت قيادة البرهان وأتباعها من الجماعات المرتزقة، التي أوصلت قواتها إلى حافة الهلاك”.
وأشار البيان إلى أن “الدائرة بدأت تضيق على ما يُعرف بـ ‘عصابة بورتسودان’، وبالتأكيد ستصل قيادتها إلى المصير العادل، وسيزول غبار الحرب قريبًا مع ولادة دولة العدالة والحرية والديمقراطية التي ننتظرها”.
معارك الصحراء
أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها مقاتلو قوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي عددًا من الأسرى المنتمين للقوى المشتركة، حيث ظهر في أحدها القائد الميداني لقوات الدعم السريع، علي رزق الله المعروف بـ”السافنا”، وهو يتحدث إلى الأسرى ويؤكد لهم أنه سيفرج عنهم بمجرد التواصل مع عائلاتهم.
لا تزال قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر، في حين تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع. في الوقت نفسه، لم تتمكن القوات التي أرسلها الجيش السوداني من شرق السودان من الوصول إلى الفاشر لكسر الحصار المفروض على المدينة.
تجري المواجهات حاليًا بين هذه القوة وقوات الدعم السريع في الصحراء، التي تبعد حوالي 300 كيلومتر شمال شرق الفاشر، بينما لجأت قوات الحركات إلى الاحتماء في بعض المناطق التي تعود لعشائرهم، حسبما أفادت به مصادر “إرم نيوز”.
وفقا للمصادر، فإن القوات التابعة للحركات المتحالفة مع البرهان قامت بتسليح جميع سكان تلك المناطق للمشاركة في القتال إلى جانبها ضد قوات الدعم السريع، بعد تنظيمهم بطريقة قبلية، مما أثار المخاوف من تدهور الأوضاع إلى صراع عرقي.
دفع الجيش السوداني بقوة عسكرية كبيرة إلى شمال دارفور بهدف كسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، لكن هذه القوات تفرقت قبل أن تصل إلى هدفها بسبب تعرضها لعدة كمائن من قبل قوات الدعم السريع.
ذكرت مصادر ميدانية لموقع “إرم نيوز” أن القوة التي أرسلها الجيش السوداني إلى شمال دارفور قد تلقت التدريب والتأهيل خلال الفترة الماضية في قاعدة جبيت العسكرية شرق السودان، بالإضافة إلى قوة أخرى تم تدريبها في معسكرات داخل دولة إريتريا المجاورة.
وأفادت المصادر بأن الجيش السوداني ينوي نقل النزاع إلى إقليم دارفور، مما يجبر قوات الدعم السريع على مغادرة الخرطوم ووسط السودان، والتوجه إلى الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها هناك في مواجهة القوة الكبيرة التي أرسلها.
أكدت المصادر أن قوات الدعم السريع تمكنت من تدمير قوة كبيرة من تشكيلات الحركات المسلحة التي أرسلها الجيش السوداني إلى دارفور، وذلك خلال المعارك التي جرت بالقرب من منطقتي “المالحة والمزروب” في شمال دارفور.
أوضحت المصادر أن المعارك المدعومة بغطاء جوي من الجيش السوداني ما زالت مستمرة في صحراء شمال دارفور، بعد أن لجأت قوات الحركات المسلحة إلى بعض الجبال ومناطق سكانها للتحصن فيها. وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتعبئة كافة مقاتليها لمواجهة الجيش والقضاء عليه قبل أن تصل قواته إلى الفاشر.
وأشارت المصادر إلى ظهور مجموعات من الحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني في ولاية غرب دارفور، تزامنًا مع هذه التحركات، حيث شهدت الأيام الأخيرة معارك ضارية مع قوات الدعم السريع في مناطق “جبل مون”، وهي أول مواجهات منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على الجنينة في نوفمبر/كانون الثاني من العام الماضي.
كشف محللون في وقت سابق لـ”إرم نيوز” عن خطط للجيش السوداني تهدف إلى تحويل النزاع في إقليم دارفور إلى صراع عرقي، حيث تمكن الجيش من جذب جزء من أفراد قبيلتي الفور والزغاوة للقتال إلى جانبه. ويسعى حالياً لاستخدامهم كوقود للصراع العرقي في دارفور، مما قد يؤدي لاحقاً إلى توسع الحرب إلى غرب السودان.