ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارة الجوية التي استهدفت مدينة الكومة، حيث تم تسجيل وفاة عدد من الأشخاص، من بينهم اثنان من أفراد أسرة الفريق إبراهيم جابر.
ارتفعت عدد الضحايا نتيجة الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي على سوق مدينة الكومة، الواقعة على بعد 76 كيلومترًا شرق مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إلى حوالي 65 شخصًا.
صرح الناشط المجتمعي في منطقة الكومة، صالح حريرين، لراديو دبنقا بأن ثلاثة من المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفى الضعين قد توفوا متأثرين بإصاباتهم، بينما تم العثور على جثث ثلاثة أشخاص آخرين صباح اليوم السبت داخل سيارة.
وأشار حريرين إلى أنه من بين ضحايا الغارة الجوية يوجد اثنان من أسرة مساعد قائد الجيش، عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، وهما زوجة شقيقه أحمد جابر وابنتهما ترتيل أحمد جابر.
وأشار إلى وجود ضحايا مجهولي الهوية لم يتم التعرف عليهم، بينهم أطفال يعملون في “الورنيش” وآخرون يعملون في “الدرداقات” داخل السوق.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الكومة تعرضت لأكثر من 30 غارة جوية منذ بداية الحرب، مما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين. كما أن المدينة شهدت نزوح أكثر من 45 ألف أسرة من مدينة الفاشر وبعض مدن دارفور والخرطوم.
ممارسة الضغوط:
من جهتها، أصدرت هيئة محامي دارفور بياناً حصلت عليه “راديو دبنقا” تدين فيه القصف الجوي الذي استهدف سوق مدينة الكومة وسرادق العزاء شرق سوق مدينة مليط بشمال دارفور. وقد أسفر هذا القصف عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، مما أدى إلى وقوع دمار وخراب في المدينتين.
وأكدت الهيئة مرة أخرى على استنكارها للحادثة التي وصفتها بالأفعال غير القانونية، وطالبت بممارسة كافة الضغوط على قيادة الجيش لوقف القصف الجوي المتكرر على الأسواق وأماكن تجمع المدنيين والمنازل في المدينتين وفي جميع أنحاء البلاد. كما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة بشكل عاجل لمنع تكرار هذه الأفعال ووقفها وتحميل المسؤولية لقيادة الجيش.
اتفاق جدة:
اعتبرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في بيان حصلت عليه “راديو دبنقا” أن القصف الذي نفذته الطائرات الحربية للجيش السوداني على سوق منطقة الكومة في ولاية شمال دارفور، تزامن مع قصف لمناطق أم ضوبان وود أبوصالح شرق النيل بالإضافة إلى مليط في شمال دارفور، مما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين في تلك الغارات.
عبرت “تقدم” عن أسفها لاستمرار الانتهاكات وتكرارها بشكل منهجي ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.
وجددت التذكير للطرفين بأن اتفاق جدة أكد على ضرورة التمييز في كل الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، وكذلك بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية.
ذكرت “تقدم” أن اتفاق جدة ألزم الطرفين بالامتناع عن أي هجوم قد يؤدي إلى أضرار مدنية عرضية تكون غير متناسبة مع الفائدة العسكرية المباشرة المتوقعة. وأوضح التحالف السياسي والمدني أن هذا يتطلب الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بشكل كامل، وليس جزئيًا أو انتقائيًا.
جددت تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) دعوتها للأطراف المتحاربة لوقف إراقة دماء السودانيين والسودانيات وحماية أموالهم وممتلكاتهم وكرامتهم، من خلال الانخراط الفوري في مفاوضات لوقف الحرب دون تأخير، بدلاً من إضاعة الوقت والجهود والموارد. وأكدت أن السلام هو الخيار الأفضل وهو الخيار الشجاع والعقلاني، وهو ما يتماشى مع القيم الدينية والأخلاقية والتاريخية.
وأكدت أنها ستواصل التعبير عن هذه الدعوة والتمسك بها حتى إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل، وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام، وضمان تبعية المؤسسات المدنية والعسكرية للسلطة المدنية الدستورية، وبناء جيش قومي واحد مهني.
مناشدات لحماية المدنيين:
على نفس الصعيد، أدان حزب الأمة القومي بشدة هذا القصف المتكرر الذي تنفذه طائرات القوات المسلحة، واستمرار استهداف المواطنين الأبرياء رغم المناشدات المتكررة والدعوات لكلا طرفي النزاع بضرورة حماية المدنيين وتجنبهم مخاطر القصف الجوي والمدفعي. ومع ذلك، فإن هذه الانتهاكات ما زالت مستمرة وبشكل أكثر حدة من السابق.
اعتبر حزب الأمة القومي في بيان حصل عليه “راديو دبنقا” أن تكرار ما وصفه بالمجازر الوحشية يثبت أن هذه الحرب أصبحت موجهة بشكل مباشر ضد المواطنين الأبرياء، في ظل غياب أي مبررات أخلاقية أو موضوعية، مما يستدعي إيقافها بشكل عاجل.
جدّد الحزب مطالبته لقيادة القوات المسلحة بضرورة حماية المواطنين من مخاطر القصف الذي يستهدف المدن والمناطق السكنية والخدمية، والذي بات يُهدد حياة المواطنين بشكل حقيقي.
وأكد حزب الأمة على كلا الطرفين ضرورة إدراك أن استمرار هذه الحرب يشكل تهديداً حقيقياً لسلامة الوطن ووحدته وأمن مواطنيه. وقد حان الوقت لوضع حد لها فوراً من أجل حماية أرواح المدنيين ومقدرات البلاد.