أفادت صحيفة ذا إيست أفريكان الكينية في تقرير لها بأن الصراع العسكري الدائر في السودان قد يتجه نحو مصير مشابه لما شهدته ليبيا في السنوات الأخيرة. ويشير التقرير إلى أن الوضع في السودان قد يتطور بطريقة مشابهة، إلا أن العوامل العرقية في دارفور، التي تضم مزيجاً من القبائل العربية والإفريقية، قد تلعب دوراً في تغيير هذا المسار.
كما حذر التقرير من أن هناك احتمالية كبيرة لأن يسير السودان على نفس الطريق الذي سلكته ليبيا، لكن هذه النتيجة ليست مؤكدة. ويعزى ذلك إلى التعقيدات العرقية والاجتماعية في المنطقة، والتي قد تؤثر على ديناميكيات الصراع وتمنع تكرار السيناريو الليبي.
وأوضح التقرير أن الأطراف المتنازعة في ليبيا كانت تتلقى دعماً خارجياً، وهو ما يتكرر أيضاً في السودان خلال الفترة الأخيرة. وهذا يشير إلى وجود تأثيرات خارجية قوية تلعب دوراً في كلا النزاعين، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويعكس مدى التداخل بين الصراعات الإقليمية والدولية.
ذكرت الصحيفة أن بعض الأطراف في ليبيا قد دعت مؤخرًا ممثلين عن البرهان وخصمه حميدتي لإجراء محادثات غير مباشرة، إلا أن جهود الوساطة لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم نحو إنهاء الأزمة السودانية.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع في السودان أصبح كارثيًا، حيث بدأ بعض خبراء الأمن في إجراء مقارنات بينه وبين الحالة الليبية، التي لا تزال تعاني من انقسام حكومي بعد أكثر من عشر سنوات من الإطاحة بنظام القذافي.
كما أفادت الصحيفة بأن الصراع المستمر في السودان أدى إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، سواء داخل البلاد أو خارجها، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وأجبر نسبة كبيرة من السكان على البحث عن ملاذ في الدول المجاورة، بما في ذلك ليبيا.
تظهر الأوضاع في ليبيا أن الأطراف المتنازعة قد حصلت على دعم خارجي في بعض الأوقات، وهو ما يتشابه مع الوضع في السودان في الآونة الأخيرة. هذا الأمر يسلط الضوء على التأثير الكبير الذي تمارسه القوى الأجنبية في النزاعات المستمرة في كلا البلدين.
تتداخل المصالح الدولية في الصراعات الليبية والسودانية، حيث تسعى بعض الدول إلى تعزيز نفوذها من خلال دعم فصائل معينة. هذه الديناميكيات تعكس كيف يمكن أن تؤثر التدخلات الخارجية على مسار النزاعات الداخلية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التدخلات على مستقبل ليبيا والسودان. إن وجود أيادٍ خارجية في الصراعات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من إيجاد حلول دائمة، مما يستدعي ضرورة البحث عن آليات محلية لحل النزاعات بعيداً عن التدخلات الأجنبية.