السودان الان السودان عاجل

غرب دارفور تشهد موجات نزوح جديدة صوب شرق تشاد عقب احتدام المواجهات ما الوضع الميداني الان ؟

مصدر الخبر / راديو دبنقا

قادت الأحداث العسكرية الأخيرة في مناطق كلبس وجبل مون وسربا بشمال ولاية غرب دارفور إلى نزوح نحو 13 ألف أسرة، مما يقدر بحوالي 65 ألف لاجئ، حيث عبر معظمهم الحدود إلى شرق تشاد خلال الأسبوعين الماضيين.

شهدت محليتا كلبس وجبل مون اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث كانت المعارك الأكثر شدة في جبل أوم بمحلية جبل مون في نهاية سبتمبر. هذه الاشتباكات أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

بحسب لمصادر محلية، تمكنت القوات المشتركة من السيطرة على محلية كلبس، بينما استمرت قوات الدعم السريع في السيطرة على محليتي جبل مون وسربا. وقد انسحبت القوات المشتركة من سربا بعد أن تمكنت من التوغل في مناطق أبو سروج وبير سليبة.

وتعرضت مدينة صليعة، المركز الإداري لجبل مون، لقصف جوي صباح الاثنين الماضي. كما شهدت مناطق بير سليبة وأبو سروج في محلية سربا هجمات عنيفة من قبل قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الفائت، مما أدى إلى نهب سوق المنطقتين ومقتل ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين في أبو سروج.

اعتقالات

كشف المواطنون عن اعتقال القوة المشتركة الأسبوع الماضي لعدد 20 شخصاً في مدينة كلبس بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

قال نازحون من معسكر كندبي في محلية سربا لراديو دبنقا إن قوات الدعم السريع اعتقلت النازح حيدر حامد في 2 أكتوبر من سوق معسكر كندبي في ولاية غرب دارفور دون توجيه أي اتهام.

أفاد النازح محمد أبكر لراديو دبنقا بأنه تم نقل النازح إلى مقر قوات الدعم السريع في كندبي، مشيرًا إلى أن الإدارة الأهلية تواصلت مع هذه القوات، التي اشترطت دفع مبلغ قدره ثلاثة مليارات جنيه مقابل إطلاق سراحه دون أن تحدد الأسباب لذلك.

أرقام

أظهرت مصفوفة تتبع النزوح الخاصة بمنظمة الهجرة الدولية أن 3500 أسرة من منطقة صليعة بمحلية جبل مون والقرى المحيطة بها قد لجأت في يومي 6 و7 أكتوبر نتيجة للغارات الجوية وانعدام الأمن، حيث انتقلت الأسر إلى شرق تشاد.

وأوضحت المصفوفة أن حوالي 290 أسرة من مدينتي الجنينة وبيضة في ولاية غرب دارفور لجأت إلى شرق تشاد يوم الجمعة الماضي، عقب الاشتباكات التي وقعت في محلية سربا بولاية غرب دارفور يوم الخميس.

يوم الخميس الماضي، شهدت مدينتا أبو سروج وبير سليبا في محلية سربا بغرب دارفور معارك مسلحة عنيفة بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة.

قدرت الفرق الميدانية أن عدد الأسر النازحة من منطقة أبو سروج بلغ 4050 أسرة، بينما نزحت حوالي 3205 أسر من منطقة بيرسليبا. حيث انتقل بعض الأسر إلى مناطق داخل محلية سربا، في حين عبرت أسر أخرى الحدود إلى تشاد.

تسببت الاشتباكات المسلحة التي نشبت بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة في جبل أوم بمحلية كلبس في غرب دارفور، الأسبوع الماضي، في نزوح 800 أسرة من جبل أوم، بالإضافة إلى نزوح حوالي 1406 أسر من منطقة صليعة في محلية جبل مون، وذلك نتيجة للمخاوف الأمنية، حيث عبر عدد كبير من الأسر إلى تشاد.

معاناة اللاجئين

و اوضح لاجئون من شرق تشاد لراديو دبنقا أن آلاف السودانيين عالقون على الحدود بين تشاد والسودان بعد عبورهم إلى تشاد منذ الأسبوع الماضي. يعاني هؤلاء اللاجئون من نقص حاد في جميع المستلزمات الأساسية، حيث تفتقر القرى التي تمركزوا فيها إلى الموارد الضرورية في مناطق مثل كربو، جيقني، ارنببود، قرينة، كسيرة، ام جرار، سقيرة، سنط وكروك.

أفاد اللاجئون بأن الظروف الإنسانية التي يعيشونها تتسم بالصعوبة الشديدة، حيث يفتقرون إلى الماء والغذاء والأغطية والمأوى والدواء. ويضطر اللاجئون إلى الاستظلال تحت الأشجار، في ظل غياب ناموسيات تحميهم من لسعات البعوض، مما يزيد من معاناتهم الصحية.

كما أشار اللاجئون إلى أن ذوي الجرحى والمصابين يواجهون صعوبات في نقلهم إلى مركز صحي في منطقة برك، الذي لا يتوفر فيه التجهيزات اللازمة لاستقبال مثل هذه الحالات. وأوضحوا أن المصابين يصلون إلى برك في حالة من الضعف الشديد، حيث تحتاج بعض الحالات إلى تدخل جراحي يتجاوز إمكانيات المركز، مما يستدعي تحويلهم إلى المستشفى الإقليمي في بابشة، في ظل عدم وجود سيارة إسعاف متاحة.

وزار وفد من منظمة دولية منطقة برك التشادية برفقة المدير التنفيذي للمنطقة، إلا أنهم عادوا سريعًا دون أن يتمكنوا من تقديم المساعدة اللازمة. هذا ما أكده أحد الفارين من المنطقة، مشيرًا إلى أن الزيارة لم تحقق الأهداف المرجوة.

وأشار المصدر إلى أن معظم اللاجئين الذين وصلوا إلى برك التشادية جاءوا من مناطق مختلفة، منها أبو سروج، مليلي، رجل مر، شبت أردو، كوما، عرديبة، بيرسليمة، قوزبقر، منجورا وشاتان، جميعها تقع في ولاية غرب دارفور. هذه المناطق شهدت نزاعات وصراعات أدت إلى نزوح السكان.

منذ بداية الحرب في السودان، لجأ أكثر من 620 ألف شخص إلى تشاد، حيث تركزت أعداد كبيرة منهم في منطقة أدري بمقاطعة وداي. الوضع الإنساني في المنطقة يتطلب استجابة عاجلة من المنظمات الدولية لتلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا