السودان الان السودان عاجل

صورة ترند : شاب سوداني يساهم في تحسين حياة النساء من خلال صناعة الفوط المستدامة

مصدر الخبر / راديو دبنقا

أثناء الحرب الحالية في السودان، تصبح أبسط احتياجات النساء والفتيات أمراً صعب المنال ومع ظروف النزوح وافتقار الموارد الأساسية، تواجه السيدات صعوبة كبيرة في الحصول على الفوط الصحية، التي تُعتبر حاجة أساسية لضمان كرامتهن وتمكينهن من العيش بشكل طبيعي.

في خضم ذلك، يظهر سامر، الشاب البالغ من العمر 16 عاماً الذي ينحدر من مدينة عطبرة في ولاية نهر النيل بشمال السودان، ليُقدم المساعدة بطريقته الخاصة.

بدأ تحول حياة سامر عندما شارك في إحدى ورش العمل التي نظمتها اليونيسيف من خلال “نوادي النظافة”، حيث تعلم كيفية صنع الفوط الصحية النسائية القابلة لإعادة الاستخدام باستخدام مواد متوفرة محلياً.

يعمل سامر يوميًا على إنتاج حوالي 15 إلى 20 قطعة من الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام للسيدات النازحات في عطبرة.

في الفيديو الذي نشرته منظمة اليونيسيف على صفحتها في الفيسبوك يوم الأربعاء الماضي، يوضح سامر طريقة عمله حيث يقول: “أبدأ بقص الإسفنج، ثم أدخله في القماش، وأقوم بخياطته، بعد ذلك أضيف الأزرار لتثبيته”.

يعتبر هذا المنتج البسيط اساسيا بالنسبة للفتيات والأمهات، حيث يوفر لهن حرية الحركة التي قد تفقدنها نتيجة لعدم وجود الفوط الصحية.

يؤكد سامر أن “هذه الفوط ضرورية للنساء خلال فترة النزوح، وإذا لم يتمكنّ من استخدامها، فقد يواجهن صعوبة في الحركة أو المشي بحرية”.

ما يميز مبادرة سامر هو أنه يقوم بإنتاج هذه الفوط وتوزيعها مجانا، إذ إن الظروف المعيشية القاسية وحالات النزوح تمنع النساء والفتيات من شراء الفوط الصحية العادية القابلة للاستخدام مرة واحدة.

يوضح سامر هذا الأمر بقوله: “أنا أقوم بصنعها بنفسي وتوزيعها، حيث يمكن استخدامها عدة مرات بعد غسلها، في حين أن الفوط الصحية الأخرى تُستخدم لمرة واحدة فقط، مما يجبر النساء على شراء واحدة جديدة في كل مرة.”

بفضل هذه المهارة، أصبح سامر مصدرًا لتغيير حياة الفتيات والنساء في منطقته.

يقول سامر: “عندما بدأت في تصنيعها، شعرت بسعادة لأن الناس بحاجة إليها، وليس لديهم مال لشرائها. لم أشعر بالخجل أبداً، لأن احتياجات الناس تكتسب أهمية أكبر من أي شيء آخر.”

اليوم، يتمنى سامر أن يوسع دائرة وصوله ليشمل عددًا أكبر من النساء والفتيات، ويقدم لهن هذه الفوط الصحية التي تعتبر حلاً اقتصادياً ومستداماً في ظل قلة الموارد. ومع كل قطعة يقوم بصنعها، يعمل سامر على استعادة الثقة والكرامة للنساء اللواتي تأثرن كثيراً جراء النزوح والحرب.

قصة سامر تتجاوز كونها مجرد عمل تطوعي عادي، حيث تكشف عن معاني أعمق تتعلق بكيفية تعامل المجتمعات المحلية مع آثار النزاع، والدور الذي يمكن أن يؤديه الأفراد في دعم الفئات الأكثر ضعفاً وتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تؤكد أيضًا على أهمية تمكين الشباب من خلال التدريب وبناء القدرات، وتبرز احتياجات غالبًا ما تُغفل خلال النزاعات، مثل الصحة الإنجابية وكرامة النساء.

ظهرت تعليقات إيجابية على الفيديو، تعكس الدعم والتقدير لمبادرة سامر، وللجهود التي يبذلها في ظل الظروف الصعبة، مما يؤكد على أهمية العمل الإنساني والمبادرات في مواجهة الأزمات.

 

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا