أفادت طيبة عمر بخيت، مديرة الصحة الإنجابية في ولاية جنوب دارفور، أن النزاع المسلح قد أثر بشكل كبير على قدرات وزارة الصحة، حيث تعرضت المرافق الصحية لعمليات حرق ونهب وسلب. وأوضحت أن الوزارة كانت تدير 164 مرفقًا صحيًا مخصصًا لتقديم الرعاية الصحية للنساء الحوامل، إلا أن هذا العدد انخفض بشكل حاد إلى 44 مرفقًا فقط بعد اندلاع الحرب.
وأضافت بخيت أن الوزارة تواجه صعوبات في التواصل مع هذه المرافق بسبب نقص وسائل النقل وانقطاع شبكات الاتصال، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي في المنطقة. وأشارت إلى أن هناك 7 مستشفيات ريفية فقط تقدم خدماتها في مجالات الأمومة والطفولة، بعد أن كان العدد 14 مستشفى قبل الحرب.
كما ذكرت المديرة أن الوزارة قامت بإجراء مسوحات لتقييم مستوى وفيات الأمهات في معسكرات دريج، عطاش، مجوك وكلمة، حيث أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في عدد الوفيات. هذه الأرقام تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية الأساسية في ظل الظروف الراهنة.
وقالت طيبة عمر بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين وفيات الأمهات ووفيات الأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن المسح الذي تم إجراؤه أظهر وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية ونقص في الوزن.
وأوضحت أن الأسباب وراء ارتفاع وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة تعود إلى نقص الإمدادات الدوائية في الولاية، بالإضافة إلى التلوث الناتج عن آثار النزاع، وصعوبة وصول الحالات من القرى إلى المرافق الصحية بسبب وعورة الطرق.
من جانبها، أكدت مي محمد، منسق الصحة الإنجابية بجنوب دارفور، أن إحصائيات وفيات الأمهات في المنطقة مرتفعة بشكل مقلق، حيث سجلت 114 حالة وفاة خلال الفترة من أبريل حتى أكتوبر الحالي، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الصحية اللازمة لإنقاذ الأرواح.