أبدى عدد من سكان مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور استياءهم الشديد من أزمة خانقة في السيولة النقدية، وذلك في ظل استمرار إغلاق سوق نيفاشا لليوم الثالث على التوالي. وتفاقمت هذه الأزمة بسبب الظروف الأمنية المتوترة في المنطقة نتيجة للصراع الدائر منذ السابع من مايو الماضي، مما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر.
وأشار المواطن حافظ عثمان في حديثه لـ “دارفور24” إلى أن الكثير من السكان أصبحوا يعتمدون على التحويلات المالية الواردة من أقاربهم، حيث لم يعد بإمكانهم الحصول على السيولة النقدية من مصادرهم المعتادة. وعلى الرغم من أن سوق نيفاشا كان يقدم لهم خدماته بمعاملات مستمرة، إلا أن فرض عمولة تصل إلى 30% لم يكن كافيًا لتعويضهم عن نقص السيولة.
وفي ضوء توقف سوق نيفاشا، قرر العديد من الناس التحول إلى التطبيقات البنكية لتبادل الأموال، ولكن لا تزال هذه الخدمة تفرض عمولات مرتفعة في بعض الأحيان. هذه الظروف تضع ضغوطًا إضافية على حياة المواطنين، حيث تتزايد مصاعبهم في الحصول على النقود لإدارة شؤونهم اليومية.
وفي هذا السياق أعرب عبد النبي إسماعيل، تاجر في سوق نيفاشا، عن استيائه من استمرار إغلاق السوق لليوم الثالث على التوالي. وأوضح أن هناك افتتاحًا جزئيًا لبعض المحلات التجارية، إلا أن المخاوف الأمنية لا تزال تؤثر على قرار التجار بالعودة إلى السوق.
في سياق متصل، عبّر تاجر آخر، فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، عن استيائه من عدم قدرة الجيش على حماية الأسواق. وأشار إلى أن جميع الأسواق أصبحت خارج الخدمة نتيجة القصف المدفعي الذي تنفذه قوات الدعم السريع، رغم وجود خمسة فرق عسكرية في المدينة، بما في ذلك جيوش من ولايات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن أسواق المواشي في أم دفسو وحجر قدو، بالإضافة إلى سوق نيفاشا، قد تضررت بشكل كبير جراء القصف المدفعي، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات وتدمير العديد من المحلات التجارية.
