شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، موجة جديدة من النزوح حيث غادر العديد من السكان إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد في جبل مرة بولاية وسط دارفور. يأتي هذا النزوح في ظل تصاعد حدة الصراع بين الجيش والقوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.
الحرب المستمرة في الفاشر أجبرت الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن، حيث يسعى النازحون إلى الهروب من الاشتباكات العنيفة التي تعصف بالمدينة. وقد أشار العديد من السكان إلى أن الظروف الإنسانية تزداد سوءاً، مما يزيد من معاناتهم في ظل غياب الأمن.
وفقاً لمصدر من مفوضية الشئون الإنسانية التابعة لحركة تحرير السودان، فإن أعداد النازحين الفارين من الفاشر إلى جبل مرة في تزايد مستمر، حيث تم تسجيل وصول أكثر من 100 أسرة جديدة إلى مدينة قولو وسط جبل مرة. هذه الأرقام تعكس الوضع المتدهور الذي يعيشه السكان في الفاشر، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتقديم المساعدة الإنسانية.
وأفاد المصدر بأن مراكز الإيواء المخصصة للنازحين من مدينة الفاشر قد امتلأت بالكامل، حيث تستضيف المراكز في مدينة قولو وحدها أكثر من 5000 نازح. هذا الوضع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسر الفارة من النزاع المستمر في المنطقة.
وأوضح المصدر أن الأسر التي وصلت مؤخرًا عبر خمس شاحنات لم تجد مراكز إيواء متاحة، حيث أن الخيار الوحيد المتاح حاليًا هو رئاسة المحلية. هذا الأمر يزيد من معاناة النازحين الذين يبحثون عن مأوى آمن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
كما أكد المصدر على عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى مدينة قولو، باستثناء بعض السلال الغذائية ومواد الإيواء التي وزعتها منظمة الناس للناس الوطنية في منتصف يوليو الماضي، والتي لم تغطي سوى 5% من احتياجات النازحين. يعيش النازحون في دارفور في ظروف إنسانية قاسية، حيث تواصل الإغاثة التدفق إلى الإقليم، لكن هناك شكاوى متزايدة بشأن قلة المساعدات وعدم كفايتها لتلبية الاحتياجات المتزايدة.