كشف أحد المسؤولين المحليين في بلدة كتم، الواقعة شمال غرب الفاشر عاصمة شمال دارفور، عن قيام قوات الدعم السريع بإنشاء نقاط عسكرية داخل مخيم كساب للنازحين. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن هذه القوات نصبت أكثر من خمس نقاط في مختلف أرجاء المخيم، واعتقلت عددًا من الشباب والشيوخ بتهم تتعلق بالانتماء إلى الحركات المسلحة والتعدي على قوات الدعم السريع.
وحذر المسؤول من أن الوضع في المخيم قد يتفاقم، حيث فرّت الأمهات والأطفال وكبار السن وبعض الشباب إلى المناطق الجبلية والأودية المجاورة، بينما اضطر العشرات إلى الانتقال إلى كتم للإقامة مع أقاربهم. وأعرب عن قلقه من تداعيات هذه الأحداث على حياة النازحين، مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى تفجر الأزمات.
كما استنكر المسؤول خرق القوانين الدولية التي تمنع دخول القوات المسلحة إلى مخيمات النازحين، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأطفال والنساء وكبار السن. وناشد قائد قوات الدعم السريع بالتدخل الفوري وسحب النقاط العسكرية، مؤكدًا على ضرورة تفعيل القوانين الدولية لحماية النازحين في مناطق النزاع.
وأعلنت قوات الدعم السريع عن إلغاء قرار حظر التجوال الذي كان قد فرض على المخيم، والذي منع حركة الدخول والخروج من الرابعة عصراً وحتى صباح اليوم التالي. جاء هذا القرار بعد حوالي أسبوع من إعلانه للقيادات الأهلية في المخيم، مما يعكس تغيراً في الوضع الأمني.
في سياق متصل، شهدت منطقة “بئر مزة” الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق كتم، معارك عنيفة يوم الخميس بين القوات المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع. أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى من الجانبين، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن السيطرة على المنطقة، حيث يدعي كل منهما تحقيق انتصارات وإلحاق خسائر كبيرة بالآخر، وهو ما يتضح من الفيديوهات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة وتفاقم الصراع بين الأطراف المختلفة.
