هناك أوجه شبه عديدة في طريقة تفكير هيثم مصطفي وكيكل ، وكلاهما من مشتقات (الكوزنه) فالأول عندما شطبه نادي الهلال (غضب) وسارع بالتسجيل لنده المريخ فلم يخسره الهلال ولم يربحه المريخ والأخير عندما كشفت نواياه وقام الدعم السريع بالتحقيق معه بسبب تفلتاته (غضب) وسارع بالتسجيل لنده في (برتكوز) ولن يخسره الدعم السريع ولن تربحه اللجنة الأمنية الإنقلابية لذلك فانني ومنذ البداية لم أكن أود التعليق على موقف إنضمام كيكل للقتال بجانب الطرف الآخر من المليشيات المنتشرة في طول وعرض البلاد والتي تتقاتل من أجل السيطرة على السلطة والثروة فهو ليس ذو أهمية إن كان علي الطرف هذا أو ذاك ويظل جزءًا من الدمار الكبير للوطن وأنه جزء من (المراوغة) التي تمارسها اللجنة الإنقلابية في لعبة خلط الاوراق التي تعمل عليها خلال هذه الأيام بتحريك عملاءها الإعلاميين لمهاجمة الحركات الدارفورية لإيقاف ضغطها على اللجنة الأمنية لمنحها 50 ٪ من الحقائب الوزارية في الحكومة التي تسعى لإعلانها بالإضافة لمطالبها المادية التي لا تنتهي
وبكل تأكيد لو أن الهلال كان يمكن أن يستفيد من خدمات هيثم مصطفي لما تم شطبه ولو أن الدعم السريع كان يرى بأن كيكل يمكن أن يكون ذو فائدة لما تم التحقيق معه ولكن كلاهما أصبح ورقة محروقة لدي فريقه وكلاهما كتب نهاية (غبية) لتاريخه بيده لن يجني منها سوى حفنة دولارات وكثير من اللعنات التي ستحلاقه ماتبقى من ايام حياته البائسة.
والحقيقة أن مايجري في الساحة (البرتكوزية) خلال هذه الأيام اكبر من إنسلاخ كيكل أو تبديل هيثم. والمطالبة الأخيرة من الفكي جبريل بإغلاق معبر أدري الحدودي المفتوح لإدخال المساعدات الإنسانية وتصريحات مناوي بضرورة إيجاد مخرج لإيقاف الحرب توضح مدى الانهيار الذي وصل إليه الوضع في الفاشر المحاصرة منذ عدة أشهر وأن هناك صفقات سرية تتم برعاية اقليمية تجد رضى من (الكيزان) والذين بدأوا في التمهيد لها تقضي بانسحاب الجيش والقوات المشتركة من مدينة الفاشر مقابل انسحاب الدعم السريع من كامل الإقليم الاوسط قبل الدخول في تفاصيل الوضع المستقبلي للعاصمة الخرطوم الأمر الذي سيضع قوات جبريل ومناوي في موقف لاتحسد عليه وربما تساورها الشكوك بأن انسلاخ كيكل المفاجيء ربما كان جزء من تلك الصفقة.
وعمليات البيع والشراء السرية (السياسية) تدور بصورة كبيرة هذه الأيام داخل المطبخ الكيزاني في محاولة لكسر الجمود السياسي والحربي سبقتها تجهيزات منذ فترة لمواقع الدفاع كتجهيز عطبرة مثلا لتكون مركز للحراك الكيزاني والعودة المكثفة لرموز النظام السابق وغيرها من المؤشرات التي توحي بأن هناك انقلاب وشيك في الأوضاع سيغير الكثير من معالم الصراع الداخلي ولكنه بكل تاكيد لن يؤثر في مواقف القوي المدنية الديمقراطية بل سيزيدها صلابة بضرورة التغيير الجذري وعودة الديمقراطية والحكم المدني وإبعاد كافة المليشيات وصناعة جيش وطني واحد غير مؤدلج فقد تتغير الاوضاع الميدانية ولكن ستظل المواقف السياسية كما هي فلا شيء يمكن ان يوقف مسيرة الثورة
وتظل الثورة مستمرة ..
ويظل القصاص مطلب لاتراجع عنه ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة
المصدر من هنا