أفادت غرفة الطوارئ في مدينة دار السلام، الواقعة جنوب مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، بوجود نقص حاد في المواد الغذائية والسلع الأساسية، وذلك في ظل تزايد أعداد النازحين إلى شرق المدينة ومراكز الإيواء نتيجة الأحداث الأخيرة في المنطقة.
شهدت دار السلام معارك يوم الأحد بين القوات المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح كبير للسكان نحو القرى المجاورة.
أفادت الغرفة، في بيان اطلعت عليه “دارفور24″، بأنها قامت بزيارة ميدانية لمراكز إيواء النازحين في مدينة دارالسلام لتقييم احتياجاتهم بعد الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن مقتل مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى نهب ممتلكات المواطنين من منازلهم، ونهب الماشية والسيارات، وتكسير المحلات التجارية في سوق دارالسلام، وسرقة جميع السلع مثل الدقيق والسكر والأرز والعدس والزيت والملابس ومحلات الهواتف.
وأفادت بأن الحوادث الأخيرة تضمنت تخويف المواطنين وتعرضهم للضرب بالسياط بالإضافة إلى العنف اللفظي والجسدي.
كشفت التقارير عن نزوح غالبية سكان مدينة دارالسلام من منازلهم، خصوصاً في الأحياء الغربية القريبة من السوق ومراكز الإيواء، باتجاه شرق المدينة، بينما انتقل آخرون إلى منطقة علاونة وزمزم وعدالبيضة والمزارع.
ذكرت الغرفة أن هناك نقصًا حادًا في المواد الغذائية وارتفاعًا في الأسعار، بالإضافة إلى غياب السلع التموينية في الأسواق، وعدم توفر السيولة النقدية، وإغلاق خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”.
خلال زيارتها الميدانية، قامت الغرفة بتسجيل عدد الأسر النازحة في مراكز الإيواء داخل مدينة دارالسلام، حيث وصل عدد الأسر في مركز حوادث المستشفى إلى 32 أسرة، بينما بلغ العدد في مركز مدرسة (أ) للبنات 75 أسرة.
بلغ عدد الأسر في مدرسة (أ) بنين 104 أسر، بينما وصل العدد في مركز مدرسة ابن الوليد إلى 52 أسرة، أما في مركز مدرسة (ب) بنات فبلغ العدد 112 أسرة.
انتقلت جميع الأسر التي يبلغ عددها 169 أسرة من مركز رئاسة المحلية.
ارتفع عدد الأسر النازحة في مركز مدرسة الثانوية بنات من 40 أسرة إلى 46 أسرة، وفي مركز أم روابة من 54 إلى 67 أسرة، وفي الشرقية من 47 أسرة إلى 119 أسرة.
قدرت الغرفة عدد النازحين الذين تركوا منازلهم بثلاثة آلاف أسرة، حيث يعيشون مع الأسر المضيفة التي تحتاج إلى الدواء والإيواء والغذاء.
طالبت الغرفة منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية المعنية بالشأن الإنساني بالتدخل لإنقاذ المواطنين.
شنّت القوة المشتركة للحركات المسلحة هجومًا على قوات الدعم السريع في منطقة قريض برشم، التي تقع بين دار السلام وقوز أبوزريقة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وفقاً لشهود عيان، أدى انسحاب القوة المشتركة من المنطقة بعد ساعات من تثبيت نقاط الارتكاز إلى هجوم واسع شنه قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نهب ممتلكات المواطنين والشاحنات التجارية والبضائع والماشية. هذا الهجوم تسبب في نزوح السكان إلى مخيم زمزم للنازحين في جنوب غرب مدينة الفاشر، بالإضافة إلى نزوح آخرين إلى المناطق القريبة من دار السلام وشنقل طوباي، وتحرك بعض سكان دار السلام نحو مناطق خزان جديد.
