اوضحت الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي يقودها عبدالعزيز الحلو، عن موافقتها على استخدام مطار كادوقلي من قبل وكالات الأمم المتحدة لنقل المساعدات الإنسانية إلى أربع مناطق. وتسيطر الحركة على منطقتين من هذه المناطق، بينما تخضع المنطقتان الأخريان لسيطرة الجيش السوداني.
وفي تصريح خاص لـ “دارفور24″، أكد جاتيقا أموجا دلمان، رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي التابع للحركة الشعبية – شمال، أن الحركة ستقوم بمراقبة حركة الطائرات بشكل دقيق. وأوضح أن الهدف من هذه المراقبة هو ضمان توصيل المساعدات الإنسانية فقط، دون أي شحنات أخرى قد تؤثر على الوضع الإنساني.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحركة الشعبية لتحسين الوضع الإنساني في المناطق المتأثرة بالنزاع، حيث تسعى لتوفير الدعم اللازم للمدنيين. ويعكس هذا القرار التزام الحركة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها تلك المناطق.
أفاد بأن قوات الحركة قريبة جداً من مطار كادوقلي وتملك كافة المعلومات حول الأوضاع الجارية داخله، مشيراً إلى أن الأولوية القصوى الحالية هي إنقاذ المدنيين من المجاعة.
وأضاف أن “وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في مجال الإغاثة قد طالبت منذ عدة أشهر الأطراف المتحاربة في السودان بالسماح لها باستخدام المعابر الجوية والبرية لتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين المتضررين من النزاع”.
أكد دلمان أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد وافقت على هذا الطلب منذ شهر مايو الماضي، مما أتاح للمنظمات مواصلة جهودها الإنسانية.
اقترحت الحركة الشعبية خلال المفاوضات التي جرت مع الجيش السوداني في مايو الماضي، أن يوقع كل طرف بشكل منفرد مع وكالات الأمم المتحدة تحت إشراف وساطة دولة جنوب السودان. وبعد ذلك، تقوم لجنة الوساطة بعقد اجتماع يشمل جميع الأطراف لمناقشة الجوانب الفنية بناءً على “تجربة برنامج شريان الحياة 1989”. لكن وفد حكومة بورتسودان رفض هذا الاقتراح.
قال دلمان إن هذه الوكالات والمنظمات تقدمت في سبتمبر الماضي بطلب إلى حكومة جنوب السودان للسماح باستخدام مطار جوبا، بهدف إيصال المساعدات إلى أربع مناطق متأثرة في ولاية جنوب كردفان، اثنتان منهما تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهما منطقتا “جلد وكاونارو”، واثنتان أخريان تحت سيطرة الجيش السوداني، وهما “كادوقلي والدلنج”.
أفاد دلمان أن إحدى المنظمات الدولية ستشرع في استخدام مطار جوبا خلال الأيام القادمة للوصول إلى المناطق المتأثرة، مثل “كادوقلي وجلد”، كخطوة أولى لتقديم المساعدات.
وأشاد بأن الحركة الشعبية، في إطار التزامها السابق بتسهيل جهود الإغاثة، وافقت على هذه الخطوة لإنقاذ حياة المدنيين في كادوقلي، حيث أدت المجاعة إلى وفاة العشرات ودفعت الآلاف إلى مغادرة المدينة.
ذكر أن حكومة جنوب السودان، منذ بداية الحرب، قد فتحت حدودها لجميع اللاجئين السودانيين دون أي قيود، وسمحت بعبور جميع المساعدات الإنسانية عبر نقاطها الحدودية، دون فرض أي شروط أو عوائق. وفي المقابل، تستمر حكومة بورتسودان في نفي وجود مجاعة في البلاد.
تُعتبر ولاية جنوب كردفان من أكثر المناطق التي تأثرت بالحرب، حيث يعاني السكان من نقص شديد في الغذاء والخدمات الأساسية، بينما تعصف أمراض سوء التغذية بالأطفال في كادوقلي ومناطق أخرى.