التغيير: نيروبي ـــ أمل محمد الحسن
صرح المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) للسودان، لورنس كورباندي، أن استمرار النزاع في السودان لأكثر من عام ونصف قد وضع النساء والأطفال في مواجهة تحديات كبيرة ومدمرة، مشدداً على أنهم الأكثر تأثراً بالوضع الحربي.
أكد كورباندي أن الأطفال والنساء يشكلون 70% من النازحين واللاجئين الذين يواجهون تحديات متزايدة في الحصول على الغذاء والأمان والتعليم والرعاية الصحية، حيث يعاني 600 ألف شخص من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومن بينهم الأطفال والنساء.
خلال كلمة له في المنتدى النسائي الإقليمي السنوي بعنوان “تعزيز صوت المرأة السودانية في إنهاء الصراع الطويل”، وباسم السكرتير التنفيذي للإيقاد، أشار إلى أن المنظمات الإنسانية رصدت أكثر من 13 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة، موضحًا أن الأمهات في كثير من الحالات يصبحن المعيلات للأسر، حيث تشكل النساء 64% من العائلات التي يقودونها، بينما يساهم الرجال في إعالة 48% فقط من العائلات.
مؤكداً على دور النساء الحيوي في ظل تدهور الخدمات الأساسية، الذي أسفر عن ارتفاع معدلات الوفيات بسبب عدم حصول الأسر على الرعاية الطبية والمياه النظيفة في ظل غياب الأمان.
وحذر كورباندي من أن عدم توفر الرعاية الصحية للنساء خلال فترة الإنجاب يعرض حياتهن للخطر، معبراً عن أسفه لوجود ملايين الأطفال خارج المدارس وانتشار ظاهرة زواج القاصرات.
وأفاد: المرأة ليست مجرد ضحية، بل تساهم في التغيير من خلال جهودها المنطلقة من الخرطوم ودارفور، حيث تواصل العمل بجد من أجل تحقيق السلام والعدالة والمساواة.
أكد مبعوث الإيقاد الخاص للسودان على أهمية انضمام المجتمع الدولي للإيقاد في الاعتراف بمساهمة المرأة، مشيراً إلى قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى ضرورة مشاركة المرأة في جميع المستويات من أجل بناء السلام وحل النزاعات.
قال كورباندي مخاطبًا المنتدى النسائي الذي أقيم في العاصمة الكينية نيروبي خلال يومي 22 و23 من أكتوبر الجاري، إن الإيقاد تتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لضمان أن يكون صوت المرأة السودانية جزءًا لا يتجزأ من المفاوضات، حيث إن رؤيتهن أساسية لتحقيق سلام شامل ومستدام.
تشير الأدلة إلى أن اتفاقية السلام ستظل قائمة إذا كانت المرأة جزءًا منها، وأن الشمولية تُعتبر استراتيجية لتحقيق النجاح.
طالب المبعوث الخاص للإيقاد لدى السودان بضرورة إزالة الحواجز التي تعيق المرأة عن قيادة مفاوضات السلام، مؤكدًا أن مساهمتها أساسية لتعافي السودان. وناشد المنتدى بضرورة تقديم توصيات قابلة للتطبيق وسياسات تدعم الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية.
“هذا المنتدى لا يمثل مجرد فرصة للحوار، بل هو فرصة لتحديد مسار مستقبل السودان.”
حذر مدير مشروع الأمن والدفاع في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) القائد أبيبي مولوني بييني من استغلال المنظمات الإرهابية لمنطقة القرن الإفريقي، التي تعاني من تحديات انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بالإضافة إلى الجرائم العابرة للحدود مثل الاتجار بالبشر والجرائم السيبرانية.
قال بييني خلال حديثه في المنتدى النسائي الإقليمي السنوي في نيروبي إن دول الإيقاد تعاني من مشاكل تتعلق بالأمن البحري، بالإضافة إلى النزاعات الحدودية القائمة بين السودان وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان.
مشيرًا إلى التوترات في المنطقة بعد توقيع الاتفاقية بين إثيوبيا وأرض الصومال من جهة، والاتفاق بين إريتريا والصومال ومصر من جهة أخرى، مؤكدًا أن كل هذا له تأثير على المنطقة.
أكد بييني أن حرب السودان أصبحت خطيرة للغاية، خاصة مع حالة عدم الاستقرار في إثيوبيا حيث توجد مشاكل بين الحكومة المركزية والمجموعات من الأمهرا والأوروميا، مما يخلق واقعًا يسيطر عليه النزاعات الداخلية والخارجية.
أوصى مدير مشروع الأمن والدفاع قادة الإيقاد بضرورة مكافحة الإرهاب والتصدي لمشكلات التفجيرات التي تنفذها الجماعات الإرهابية والمتطرفة، بالإضافة إلى معالجة الصراعات عبر الحدود المرتبطة بمصادر المياه.
طالب بييني قادة الإيقاد بمعالجة الأوضاع الإنسانية للاجئين والاستجابة للكوارث الإنسانية، وكذلك التنسيق فيما بينهم لمكافحة الأوبئة مثل الكوليرا. وأضاف إلى ذلك ضرورة تحقيق العدالة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، مشددًا على ضرورة أن يعمل قادة الإيقاد على مواجهة تأثيرات اللاعبين الخارجيين.
وصفت مديرة الشؤون الاجتماعية في الإيقاد، فكتوريا أنيب ماجور أجوت، الوضع في السودان بأنه “كارثي” و”محزن”، مشيرة إلى أن الأطفال والنساء يشكلون أكثر من 50% من مجموع 10 ملايين نازح داخلياً وأكثر من 2 مليون لاجئ في الدول المجاورة.
ذكرت أجوات أن النساء والأطفال يعانون بشكل خاص من نقص وسائل الحياة وفرص العمل، ويواجهون أزمة في الأمن الغذائي بسبب تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية الصحية.
“نقص العاملين في القطاع الصحي والإنجابي تسبب في حدوث العديد من الوفيات في صفوف الأطفال وازدياد انتشار الأمراض مثل الكوليرا والحميات والملاريا.”
أكدت مديرة الشؤون الاجتماعية في الإيقاد أن نقص الأدوية يشكل تهديداً على حياة الأطفال، إلى جانب مشكلة سوء التغذية. وأشارت إلى أنه خلال العامين الماضيين، لم يتمكن العديد من الأطفال من الذهاب إلى المدارس، كما أنهم يتعرضون للاستغلال الجنسي.
تشير إلى هروب العاملين في القطاع الإنساني بسبب عدم توفر الأمان.
أكدت أجوت خلال حديثها في المنتدى النسائي الإقليمي السنوي للإيقاد أن السودان يواجه أزمة في الأمن الغذائي، وذلك في ظل وجود تحديات أخرى تتعلق بتغير المناخ ونقص التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
يا ايغاد في الأول شوف الرجال وبعدهم النساء