أفاد أحد سكان مدينة الأبيض بأن الأوضاع الأمنية في المدينة شهدت تحسناً نسبياً، حيث تراجعت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومع ذلك، لا يزال المواطنون يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وأوضح المواطن في حديثه مع «التغيير» أن خدمات الاتصالات والكهرباء تعاني من عدم الاستقرار، مما يفاقم من صعوبة الحياة اليومية. كما أشار إلى أن المدينة تعاني من انقطاع مياه الشرب منذ حوالي عام، بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مصادر المياه، مما دفع السكان إلى البحث عن حلول بديلة.
وذكر أن بعض المواطنين بدأوا في حفر الآبار في أحيائهم كوسيلة للتغلب على أزمة المياه، بينما يعتمد آخرون على شراء المياه من التناكر التي تتأثر بأسعار الوقود المتقلبة. كما أضاف أن أزمة السيولة النقدية تعقد الوضع الاقتصادي، رغم توفر السلع الأساسية وانخفاض أسعارها، إلا أن نقص النقد أثر سلباً على حركة الأسواق وقلل من الطلب.
منذ بداية النزاع المسلح في 15 أبريل من العام الماضي، شهدت مناطق القتال الرئيسية، وخاصة مدن ولاية شمال كردفان، زيادة ملحوظة في حوادث النهب المسلح. هذه الظاهرة تسببت في تفاقم الأوضاع الأمنية، مما أثر سلباً على حياة المدنيين في تلك المناطق.
في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، اندلعت مواجهات عسكرية عنيفة بين الأطراف المتنازعة، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين نتيجة القصف العشوائي. الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءاً مع استمرار هذه الاشتباكات.
تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الأبيض، بينما يواصل الجيش حماية المواقع الاستراتيجية وقيادة الفرقة الخامسة مشاة. تعتبر الأبيض نقطة استراتيجية في غرب السودان، حيث تحتوي على أكبر سوق لصمغ العربي في العالم، بالإضافة إلى أسواق أخرى للمحاصيل والماشية، مما يجعلها مركزاً حيوياً للتجارة في المنطقة.