السودان الان السودان عاجل

شرق الجزيرة تشهد استمرار موجات النزوح إلى ولاية القضارف ومحلية حلفا الجديدة-ارقام

مصدر الخبر / راديو دبنقا

تقرير: سليمان سري

تستمر موجات النزوح إلى ولاية القضارف ومحلية حلفا الجديدة في ولاية كسلا، نتيجة للمعارك والانتهاكات التي تشهدها منطقة شرق الجزيرة. هذا النزوح المتزايد يعكس الوضع الأمني المتدهور في تلك المناطق، مما يضطر العديد من الأسر إلى البحث عن ملاذات آمنة.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن عدد النازحين بسبب الصراع قد يتجاوز عشرة ملايين شخص في الأيام القليلة المقبلة، مما يشير إلى أزمة إنسانية متفاقمة. وقد أظهرت البيانات الأخيرة أن حوالي 119,395 فرداً، يمثلون 23,879 أسرة، قد نزحوا من منطقتي شرق الجزيرة وأم القرى منذ 20 أكتوبر.

التقرير الصادر عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة يوضح أن الأسر النازحة قد انتقلت إلى عدة محليات، منها الفاو والمفازة والبطانة والرهد والقلابات الشرقية، بالإضافة إلى بلدية القضارف ووسط القضارف. كما شمل النزوح محليات حلفا الجديدة وريفي خشم القربة ونهر عطبرة في ولاية كسلا، فضلاً عن محليات عطبرة والدامر والمتمة وأبو حمد وبربر وشندي في ولاية نهر النيل.

و أصدرت غرفة طوارئ شرق النيل بياناً صحفياً، حصلت عليه “راديو دبنقا”، دعت فيه إلى تقديم الدعم والمساعدة للمبادرات الأهلية والمجتمعية التي أطلقها سكان المنطقة بهدف مساعدة الناجين من الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية الجزيرة، مع التركيز بشكل خاص على القرى الواقعة شرق الجزيرة.

وقد أسفرت تلك الأحداث عن نزوح ما بين 17,000 و20,000 شخص إلى منطقة أبودليق في محلية شرق النيل، مما يستدعي تكاتف الجهود لتلبية احتياجات هؤلاء النازحين وتوفير المساعدات اللازمة لهم.

 

6 ألف أسرة في حلفا

ذكر مصدر في حلفا الجديدة لراديو دبنقا أن المدينة استقبلت حتى الآن حوالي 6000 أسرة تم توزيعها على 24 مركز إيواء، وأن العدد الإجمالي للأسر التي بحاجة إلى خيام يصل إلى حوالي 5500 أسرة، كما أنهم يحتاجون إلى إنشاء 200 دورة مياه.

قال المصدر إن السلطات المحلية اضطرت إلى فتح استاد حلفا لاستقبال عدد كبير من النازحين دون أن توفر لهم خيام. وأشار إلى أن المستشفى استقبلت أعدادًا كبيرة من المرضى القادمين من ولاية الجزيرة، الذين كان وضعهم الصحي سيئًا، حيث تراوحت أعدادهم بين 400 و500 شخص. وقد اضطرت إدارة المستشفى إلى إنشاء وحدة صحية متنقلة. كما ذكر أنه تم تسجيل حالتي وفاة بين النازحين، بالإضافة إلى حالة اغتصاب واحدة تم التكتم عليها.

وأشار المصدر إلى أن أعداد النازحين مرتفعة، في ظل الإمكانيات المحلية المحدودة، مضيفًا أن هناك صعوبة في تأمين الغذاء، على الرغم من وجود بعض المنظمات الدولية التي تعمل في المجال الإنساني، مثل برنامج الغذاء العالمي الذي تقوم فرق تابعة له بتوزيع المواد الغذائية على النازحين.

أُشير إلى أن المراكز التي استقبلت النازحين من ولاية الجزيرة تشمل: مركز المصرية، مركز الأميرية، مركز التوفيقية الذي استقبل 182 أسرة، مركز عبدالوهاب جلال، مركز الاستاد الذي استقبل 175 أسرة، مركز البيطري الذي استقبل 291 أسرة، مركز المخازن الذي استقبل 180 أسرة، ومركز البرهانية الذي استقبل 75 أسرة. لم يتمكن “راديو دبنقا” من معرفة أعداد النازحين في مراكز الإيواء مثل قرية 6، مركز قرية 5، مركز قرية 7، مركز النقل الميكانيكي، مركز ست الحبايب، مركز أم شديدة، مركز الجنيد، مركز 65 الشبيك، مركز قرية 8 عرب، مركز قرية العزازة، مركز أم ريش، مدرسة دهب عبد الجابر، جملون مربع 6، كبري 4 خلف المحلية، ومركز القفلة. أفاد المصدر بأن النازحين بحاجة إلى وجبات طعام وعيادات في المراكز ووسائل تدفئة مع بدء فصل الشتاء، خاصة وأن المنطقة معروفة بانخفاض درجات الحرارة. كما أن هناك حاجة لتوفير مخيمات وبراميل مياه ومفروشات.

النازحين بالقضارف

لم تكن الظروف الإنسانية في القضارف أفضل من تلك في حلفا الجديدة، حيث أوضح المدير العام لمنظمة “ليزنفو” في ولاية القضارف، بشير الصادق، أن حركة النزوح من شرق الجزيرة ومنطقة تمبول على وجه الخصوص في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أن معظم النازحين هم من النساء والأطفال، ولفت إلى صعوبة تتبعهم وإجراء إحصاءات دقيقة لهم.

قال الصادق لـ “راديو دبنقا” إن القادمين يستخدمون جميع وسائل النقل، سواء كانت عربات نقل كبيرة أو صغيرة، وبأعداد كبيرة، حيث يقوم بعضهم بالركوب على أسطح الحافلات.

أشار إلى أن الغالبية العظمى من النازحين إلى القضارف تتكون من النساء والأطفال وكبار السن، في حين أن نسبة الشباب كانت منخفضة بشكل ملحوظ، مضيفًا أن هذا الوضع سيزيد من الأعباء على هذه الأسر في ظروفهم الجديدة.

اعتبر أن مدينة القضارف تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لاستقبال وإيواء هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، موضحاً أن مراكز الإيواء قد امتلأت بالكامل، سواء في السوق الشعبي أو المعهد العلمي أو منطقة الجمارك التي كانت مخصصة للنازحين من سنجة. وأشار إلى أن هذا الضغط على المدينة جعل بعض النازحين يضطرون للإقامة في الشوارع بالقرب من المكاتب الرئيسية للمنظمات الدولية الكبرى، مثل منظمة الهجرة الدولية، على أمل أن يحصولوا على مساعدات منها. وصف الوضع الإنساني بأنه بالغ السوء، وأشار إلى أن الذين نزحوا في الأيام الأولى للأحداث في ولاية الجزيرة قبل فصل الخريف كانوا يمتلكون القدرة المالية واستطاعوا استئجار منازل، فيما تم استضافة البعض الآخر لدى بعض الأسر في القضارف.

كما أوضح أن هناك مساكن مكتظة بأعداد كبيرة من النازحين، حيث يتجاوز عددهم 17 إلى 18 شخصًا، مما يعني أكثر من أسرتين مع أطفالهم، مما أوجد ضغطًا على الأسر التي تستضيفهم. قال إنهم يعيشون في ظروف قاسية، أبرزها مشاكل الحياة وضغوطها، حيث يواجه رب الأسرة تحديات كبيرة في سبيل الحصول على مصادر الرزق وتلبية الاحتياجات الأساسية للعائلة.

وقال إن هناك صعوبات كبيرة في الحصول على المياه في الولاية التي تعاني أساساً من أزمة مياه، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، حيث يصل ثمن البرميل إلى أربعة أو خمسة آلاف جنيه. وأضاف مدير منظمة ليزنفو بشير الصادق: “على الجانب الآخر، توجد مبادرات من بعض الشباب الذين يقدمون المساعدة للنازحين بتوزيع الطعام باستخدام المواتر الصغيرة (التكاتك)، لكنهم أصبحوا غير قادرين على تلبية احتياجات الأعداد الكبيرة من النازحين.”

هناك حركة نشطة وضحة من المنظمات الدولية التي تعمل في المجال الإنساني، حيث تقدم المساعدات للنازحين الذين يقيمون في خيام قرب مقارهم في منطقة السوق الشعبي المعروفة بمنطقة الميناء الجاف.

وقد أشار إلى أن بعض المسؤولين، مثل العاملين في اليونيسيف ووزارة الصحة، قاموا بزيارة هؤلاء النازحين وتفقد أوضاعهم الإنسانية. لم يستبعد الصادق في حديثه لـ “راديو دبنقا” من ولاية القضارف إمكانية انتشار بعض الأمراض مثل “حمى الضنك أو الملاريا” بسبب زيادة أعداد النازحين، وغياب القدرة المالية لديهم على الحصول على العلاج والرعاية الصحية. وأضاف قائلاً: “إنهم غير قادرين على تلبية احتياجات الحياة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، بل إن بعض سكان القضارف اضُطروا لاستئجار منازلهم والعيش في أماكن أقل تكلفة حتى يستطيعوا التعامل مع ظروف المعيشة المرتفعة.”

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا