أعلنت السلطات الصحية في السودان عن تسجيل أكثر من 33 ألف إصابة بوباء الكوليرا وحمى الضنك خلال الفترة الأخيرة، من بينها 848 حالة وفاة في عدة ولايات، وفقاً لما أفاد به مركز عمليات الطوارئ الاتحادية مساء الثلاثاء. مع تصاعد الاشتباكات في سنار والجزيرة ودارفور ومدينة الخرطوم، تفاقمت الظروف الصحية للسودانيين نتيجة انتشار الأوبئة والأمراض التي تلي فصل الخريف.
تشير التقارير إلى أن وباء الكوليرا وحمى الضنك قد أضر بالمواطنين، خاصة النازحين، نتيجة لانهيار كبير في القطاع الصحي والعلاجي في البلاد بالإضافة إلى إغلاق العديد من المستشفيات. كما أن هناك مشكلات أخرى مرتبطة بنقص الغذاء الجيد بسبب النزاع المستمر. ذكر مركز عمليات الطوارئ الاتحادية في تقريره أنه تم تسجيل 50 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في خمس ولايات خلال الأسبوع الماضي دون تسجيل أي حالات وفاة جديدة.
وأفاد بأن العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالكوليرا ارتفع إلى 28376 حالة، منها 836 حالة وفاة. أفاد التقرير بتسجيل 92 إصابة جديدة بحمى الضنك دون وجود حالات وفاة، مما يؤدي إلى ارتفاع العدد التراكمي للإصابات إلى 4978 في 6 ولايات، بما في ذلك 12 حالة وفاة تراكمية. قال الفاضل محمد، مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالإنابة، في تصريحات صحافية إنه تم عقد اجتماع ناقش الأوضاع الصحية في البلاد المتعلقة بالأوبئة وحركة النازحين الجدد من ولاية الجزيرة – شرق الجزيرة – إلى عدة ولايات أخرى، مشيراً إلى حدوث انخفاض في معدل الإصابات بوباء الكوليرا في جميع الولايات باستثناء ولاية النيل الأبيض.
وأشار إلى أن ولايتي كسلا والخرطوم هما الأكثر تأثرًا بحمى الضنك، موضحًا أنهم وضعوا خطة وطنية لمكافحتها، وطالب الشركاء بتقديم الدعم وتنفيذ الأنشطة على مستوى الولايات. وأوضح أنه تم إرسال فرق إلى منطقة الفاو في ولاية القضارف ومناطق أخرى في ولايتي نهر النيل وكسلا من أجل الاطلاع على أوضاع النازحين. تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الصحية تتدهور بشكل متزايد في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في العاصمة ودارفور والجزيرة وكردفان، وذلك بسبب نقص الإمدادات وعدم قدرة الفرق الطبية والوقائية على الوصول إلى هذه المناطق أو تنفيذ أي حملات لمكافحة الأمراض أو تقديم العلاج.
قالت الصحافية وعضو لجنة الطوارئ في منطقة شرق النيل، حواء رحمة، لـ”القدس العربي” إن الوضع الصحي في غاية السوء بعد انتهاء موسم الأمطار وظهور الملاريا وأمراض الحمى الأخرى. وأشارت إلى أن عددًا قليلاً من المراكز الصحية والمستشفيات لا تزال تعمل في شرق النيل، وتعاني هذه المرافق نفسها من نقص في الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة ونقص في الكوادر الطبية. وأشارت إلى أن مستشفى البان جديد، وهو المستشفى الرئيسي في المنطقة بعد اندلاع الحرب، تم إقفاله بعد ظهور العديد من حالات وباء الكوليرا في مناطق سوبا والخريف شرق الخرطوم. وأوضحت رحمة أن اثنين من أفراد أسرتها توفيا نتيجة حميات الخريف، وعزت الأسباب إلى انتشار التلوث وتراكم النفايات وحرقها بشكل عشوائي، بالإضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء التي أثرت بدورها على القطاع الصحي.
في هذا السياق، أفاد عضو آخر من غرفة الطوارئ بولاية نهر النيل ـ الذي فضل عدم ذكر اسمه ـ بأن الآلاف من النازحين قد وصلوا إلى مدينة شندي القريبة من الخرطوم في مناطق شرق الجزيرة، وذلك في ظروف صحية وإيوائية قاسية للغاية بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجتمع المحلي.
ميدانياً، وأيضاً إلى جانب المعارك المستمرة في سنجة، أفاد مصدر عسكري بأن الجيش تمكن من الاستيلاء على سيارتين عسكريتين في منطقة جبل مويا شمال غرب سنار، حيث كان يوجد فيهما عدد من جنود “الدعم السريع” الذين كانوا يخططون للفرار من الولاية نحو المناطق التي يسيطرون عليها في الجزيرة.