في قرية سر الكل الواقعة في شرق الجزيرة، فقدت أسرة نازحة ابنتيها الشقيقتين ريان (18 عامًا) وصفاء (15 عامًا)، اللتين كانتا تعانيان من مرض السكري. نزحت العائلة من مدينة تمبول هربًا من العنف المستمر، مما أدى إلى تفاقم معاناتهما الصحية وترك آثار سلبية على حياتهما.
توفيت صفاء أولاً بعد أن تفاقم مرضها، وفي لحظات الحزن العميق، لحقت بها ريان بعد ساعات قليلة، متأثرة بالإعياء والأسى لفقدان شقيقتها. وقد تم دفنهما معًا في قبر واحد، مما ترك أثرًا عميقًا في قلوب عائلتهما والمجتمع المحيط.
تأتي هذه المأساة في إطار المعاناة المستمرة التي يعيشها آلاف النازحين في مناطق شرق الجزيرة، حيث تعرضوا لهجمات عنيفة من قبل قوات الدعم السريع التي شنت عمليات مروعة على القرى المجاورة، مما زاد من معاناتهم وفقدانهم.
شهدت الحملة العسكرية الأخيرة انتهاكات خطيرة ضد المواطنين، حيث تم استهداف المنازل والمزارع، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية.
على الرغم من محاولاتهم للنجاة، يواجه النازحون تحديات كبيرة تتمثل في الأمراض والجوع ونقص الرعاية الصحية، في ظل بيئة أمنية غير مستقرة تعقد من جهودهم للعيش بكرامة.
تمثل قصة ريان وصفاء جرحًا عميقًا في قلوب أسرهم وكل من عرفهم، وتعكس معاناة آلاف الأسر السودانية التي تعاني من تداعيات انعدام الأمان وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع. منذ بداية الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، شهدت البلاد موجات نزوح كبيرة، حيث أجبر القتال الآلاف على ترك منازلهم في سعيهم للعثور على الأمان الذي يبدو بعيد المنال.
