أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين عن تسجيلها لأكثر من 500 حالة انتهاك ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في السودان، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. وأكدت النقابة أن هذه الانتهاكات تأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد، مما يزيد من قلقها حيال الوضع الراهن.
في بيان رسمي صدر يوم السبت، أعربت النقابة عن مخاوفها من تزايد حالات الإفلات من العقاب، خصوصاً في ما يتعلق بجرائم قتل الصحفيين. وأشارت إلى أن الحرب المستمرة في البلاد أدت إلى مقتل 13 صحفياً وصحفية دون أن يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مما يعكس حالة من الفوضى وانعدام الأمن.
أكدت النقابة أنها ستواصل متابعة وتوثيق جميع الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، مع السعي لتحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب. كما دعت المجتمع إلى أهمية توثيق الانتهاكات وحفظ الأدلة، مما يسهل عملية محاسبة الجناة في المستقبل ويعزز من حماية حقوق الإنسان.
دعت النقابة جميع الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى تعزيز سيادة القانون والمشاركة الفعالة في الجهود العالمية الرامية إلى إنهاء الإفلات من العقاب. وأكدت على أهمية توفير الحماية اللازمة للصحفيين خلال الأزمات، وذلك لضمان حقهم في نقل الحقيقة.
يشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعاً عنيفاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل حوالي 18 ألفاً و800 شخص، بالإضافة إلى نزوح نحو 10 ملايين شخص، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. الوضع الإنساني في البلاد بات مأساوياً، حيث تفتقر المجتمعات إلى أبسط مقومات الحياة.
في ظل هذه الظروف الصعبة، تبرز الحاجة الملحة إلى دعم الصحفيين الذين يعملون في بيئات خطرة، حيث يتعرضون لمخاطر كبيرة أثناء تأدية واجبهم المهني. إن حماية هؤلاء الصحفيين تعد خطوة أساسية لضمان تدفق المعلومات الدقيقة والموثوقة في أوقات الأزمات.