اشتكى عدد من المزارعين في بلدة تابت والقرى المحيطة بها، الواقعة في منطقة كولقي بمحلية دار السلام، من الأضرار الكبيرة التي لحقت بمحاصيلهم الزراعية نتيجة لإطلاق الماشية في وقت مبكر. وقد أدى هذا الإطلاق إلى تدمير شبه كامل للمحاصيل، مما أثار استياء المزارعين الذين يعتمدون على هذه المحاصيل كمصدر رئيسي للرزق.
وأوضح المواطنون من بلدة تابت وقرى كداريك وأم درساية وأبوهروحلة أحمد وديم سلك ورخيوة، أن الرعاة من مناطق دامرة قلاب وشمرا غربي تابت قاموا بإطلاق الماشية على المزارع بالتزامن مع بداية موسم الحصاد. وأعربوا عن قلقهم من غياب السلطات المحلية عن التدخل لحماية الموسم الزراعي، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
من جانبه، أكد الزعيم الأهلي في بلدة تابت، محمدين إبراهيم، أنه تلقى العديد من الشكاوى من المزارعين الذين يعانون من تلف محاصيلهم بسبب هذه الممارسات. وأشار إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لحماية المزارعين وضمان استدامة الإنتاج الزراعي في المنطقة.
أكد الزعيم الأهلي أن الإدارة الأهلية غير قادرة على اتخاذ أي إجراءات في ظل الفوضى الأمنية الخطيرة التي تعاني منها المنطقة بشكل عام. وأوضح أن الوضع الأمني المتدهور يعيق جهود المجتمع المحلي في الحفاظ على الاستقرار.
وأشار إبراهيم إلى أن الموسم الزراعي في شمال دارفور يبدأ عادة في أواخر يوليو وينتهي في أوائل فبراير، حيث يتم إطلاق الماشية في المزارع بعد انتهاء الحصاد. ومع ذلك، فقد حدث هذا العام إطلاق مبكر للماشية في نوفمبر، مما أدى إلى تدمير مساحات زراعية كبيرة قبل أن يتمكن المزارعون من جمع محاصيلهم.
وأبرز إبراهيم أن الأضرار التي لحقت بالمزارع في بلدة تابت والقرى المحيطة بها تهدد بفشل الموسم الزراعي الحالي. وتستمر الانفلاتات الأمنية في بلدة تابت ومحيطها، بالإضافة إلى محلية دار السلام، نتيجة لتواجد المليشيات الموالية لقوات الدعم السريع التي تخوض صراعات ضد الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة في مدينة الفاشر منذ مايو الماضي.