قال مالك الديجاوي، مدير منظمة الحد من الهجرة والعودة الطوعية للجاليات السودانية، في تصريحات خاصة لراديو دبنقا إلى التحديات المتزايدة التي يواجهها اللاجئون السودانيون في ليبيا بسبب الأوضاع المتدهورة في السودان. وأكد أن هذه الظروف الصعبة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمحلي.
وأشاد الديجاوي بالجهود المبذولة لدعم اللاجئين، مشددًا على أهمية التعاون بين الجهات المختلفة لمواجهة هذه الأزمات. وأوضح أن الوضع يتطلب تضافر الجهود لضمان سلامة وكرامة اللاجئين السودانيين في ليبيا.
وذكر الديجاوي أن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا كان حوالي 800 ألف شخص قبل اندلاع الحرب، لكنه ارتفع إلى نحو مليوني لاجئ مع تفاقم الأزمة. وأوضح أن اللاجئين يتدفقون عبر ثلاثة منافذ رئيسية، حيث يواجهون مخاطر كبيرة، خاصة في منفذ طبرق الذي يُعتبر الأكثر خطورة بسبب حقول الألغام، بينما يُعد منفذ الكفرة الأكثر نشاطًا في استقبال اللاجئين.
وأضاف أن اللاجئين يواجهون مخاطر طبيعية صعبة في المعبر الجنوبي، خصوصاً في الصحاري الشديدة الحرارة التي تؤدي إلى وقوع حوادث عديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة. أشار الديجاوي إلى المخاطر التي تعرض لها اللاجئون أثناء تنقلاتهم، مثل استغلال المهربين، والابتزاز، ووقوع حوادث انفجار خزانات الوقود بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى حدوث مآسٍ إنسانية كبيرة.
قال الديجاوي لراديو دبنقا: “نحن في منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية، ومعنا ناشطون ومنظمات أخرى، قمنا بتأسيس مبادرة (استجابة) استجابةً لنداء المنظمات الليبية لدعم اللاجئين السودانيين.
إلا أن مجلس الجاليات السودانية في طرابلس أعاق تنفيذ هذه المبادرة لعدم اعتماده للروابط والجمعيات السودانية، على عكس مجالس جاليات أخرى مثل المجلس المصري”. وطالب الديجاوي مدير دائرة الجاليات في هيئة تنظيم شؤون المغتربين بالتدخل لحل هذه المشكلة، بهدف تسهيل تنفيذ المبادرات الإنسانية.
تحديات التعليم
رغم التسهيلات التي وفرتها السلطات الليبية في بعض المدن، أشار الديجاوي إلى وجود تحديات كبيرة تواجه العملية التعليمية للاجئين السودانيين. وأشار الديجاوي إلى أن العديد من الطلاب ليس لديهم الوثائق الرسمية التي تثبت مسيرتهم الدراسية، مما يعقد قبولهم في المدارس الليبية وفقاً لمعايير الجودة التي تعتمدها وزارة التعليم في ليبيا. أشار إلى أن بعض اللاجئين علقوا في مدينة الكفرة بسبب أوضاعهم المالية، مما يسبب للأطفال ظروفاً صعبة ويعوق حقهم في التعليم.
صعوبات الشتاء
حذر الديجاوي من تفاقم الظروف الإنسانية لعدد من العائلات السودانية مع قدوم فصل الشتاء في ليبيا، حيث تزداد الحاجة إلى الملابس الشتوية ووسائل التدفئة. وتم توجيه نداء إلى المنظمات الإنسانية للتعجيل في تقديم المساعدات الضرورية. وأفاد أن منظمته، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، تبذل جهودًا كبيرة في تقديم الدعم ونشر التوعية، لكنها بحاجة إلى تجديد التفويض الحكومي لكي تواصل أداء دورها بفاعلية واستكمال المشاريع الحيوية.
اجراءات بيروقراطية
وأشار الديجاوي إلى أن الإجراءات الإدارية التي يتبعها مجلس الجاليات السودانية في ليبيا تعيق تنفيذ العديد من المشاريع التي يمكن أن تساعد في تحسين أوضاع اللاجئين. طالب المجلس بتعزيز دوره وتيسير إجراءاته بما يتناسب مع تزايد احتياجات اللاجئين السودانيين، مشددًا على أن التعاون الحكومي وتخفيف العقبات الإدارية سيساعدان في تحسين الوضع الإنساني للاجئين.
رسوم الجوازات
أوضح الديجاوي أن الرسوم التي تفرضها بعثة الجوازات السودانية التابعة للسفارة في طرابلس للحصول على الوثائق الرسمية، والتي تصل إلى 1200 دينار ليبي، تعتبر عالية جدًا بالنسبة للاجئين، حيث تعادل حوالي 200 دولار أمريكي. وأشار إلى أن الظروف التي يعاني منها اللاجئون تمنعهم من الحصول على تلك الرسوم، مما يؤدي إلى عدم وجود مستندات رسمية لديهم، وهذا يجعل وضعهم القانوني في ليبيا غير مستقر. وشدد الديجاوي على أهمية النظر في تخفيض هذه الرسوم لتسهيل عملية توثيق وجودهم بشكل قانوني.
الخدمات الصحية
أفاد الديجاوي بأن منظمته قد حصلت على دعم كبير من منظمات دولية، شمل خمسة مستشفيات لتعزيز الخدمات الصحية في السودان. ومع ذلك، فإن عدم تجديد التفويض الممنوح للمنظمة قد علق إكمال هذه المشاريع الحيوية. وأكد على ضرورة تدخل الحكومة السودانية لتجديد التفويض ودعم هذه الجهود الإنسانية الضرورية.
نداء للشباب
وجه الديجاوي نداءً للشباب السوداني يدعوهم فيه إلى التوقف عن محاولات الهجرة غير الشرعية. وأوضح أن هذه المحاولات تؤدي إلى مآسٍ إنسانية ومخاطر كبيرة، كما أنها تزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في الدول الأوروبية التي تستقبل اللاجئين. وأشار إلى أن الهجرة غير الشرعية تسبب قلقًا للجهات الرسمية في الدول الأوروبية المستقبلة للاجئين، مؤكدًا أن الحل يكمن في تعزيز الاستقرار في السودان ودعم العودة الطوعية للاجئين. واختتم الديجاوي تصريحاتهم لراديو وتلفزيون دبنقا بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة السودانية والمنظمات الإنسانية لتلبية احتياجات اللاجئين وتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، مشددًا على أهمية دور المجتمع الدولي في دعم اللاجئين السودانيين.