يبرز جلال أم دوم، أحد أبرز تجار السيارات في (كرين) بحري، وهو يقود عربة “كارو” تجرها حصان، في مشهد يعكس التغيرات الحادة التي أحدثتها الحرب في حياة السودانيين. تغيرت حياة جلال بشكل جذري بعد حرب 15 أبريل، حيث انتقل من كونه رجل أعمال يملك مجموعة من السيارات الفاخرة وثروة تبلغ سبعة ملايين دولار إلى شخص يواجه صعوبات يومية ويبدأ من جديد.
في المشهد الموجود في الفيديو المرفق، يتوقف مصور الفيديو (جلال) الملقب بعمدة كرين بحري، وهو على ظهر حمار كارو، لطرح سؤال حول أحواله بعد الحرب والسيارات التي كانت لديهم.
يجيب جلال برضا وقناعة بعد أن خفف سرعته قائلاً: “فقدنا العربات وفقدنا المال، لكن إن شاء الله ربنا يعوضنا”.
وعلى الجانب الأيمن من الشاشة يظهر جلال في مشهد يعود لما قبل الحرب، مرتديًا عباءة فاخرة، واقفًا بين سيارات “أوباما” الفخمة أمام برج الاتصالات في شارع النيل، حيث يتهيأ لدخول أحد المتاجر.
حقق الفيديو 120 ألف مشاهدة على منصة “إكس”، وبلغ عدد مشاهداته على فيسبوك 104 آلاف مع 1700 تفاعل، مما أثار موجة من التعاطف، حيث أعرب العديد عن صدمتهم وإلهامهم من صبر جلال وقناعته. كتب أحد المتابعين: “الحياة كلها اختبار، وأهم ما في الأمر هو الرضا. طالما أنه راضٍ بقضاء الله، ينبغي علينا أن نتركه وشأنه ونتعلم منه.” وأشاد شخص آخر بإرادته قائلاً: “هذا الشخص متصالح مع نفسه بشكل كبير، ويدرك أن هذا اختبار من الله، لذا فهو يعتمد على الله في رزقه”.
تعليق آخر جاء مؤيداً لجلال: “نسأل الله أن يعوضك خيراً، فلا شيء يدوم للأبد، وكل شيء يتغير مع مرور الزمن. لا تحزن على ما فقدته، فقد يكون الحزن أكبر لو أنك احتفظت به.” غرد أحد المتابعين على منصة إكس بصورة ساخرة: “الملياردير جلال أم دوم، يُقدَّر ثروته بـ 7 ملايين دولار، بينما نحن نرى بعضنا يعاني من مشاكل في الثلاجة والغسالة التي لم يتمكن أحدنا من إصلاحها منذ سنتين.” على الرغم من أن بعض التعليقات كانت تحمل طابعاً ساخرًا، إلا أن الجميع اتفقوا على أن جلال، سواء كان مليارديراً سابقاً أم لا، أصبح رمزًا لإرادة السودانيين في مواجهة ويلات الحرب.