السودان الان السودان عاجل

خبير سياسي : المجتمع الدولي في غالبيته ينظر إلى ما يحدث في السودان باعتباره حربا أهلية بين أطراف سودانية

مصدر الخبر / راديو دبنقا

تواصلت ردود الأفعال الدولية والإقليمية بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قوات الدعم السريع في مناطق شرق ولاية الجزيرة. حيث أصدرت عدة جهات بيانات تعبر عن قلقها واستنكارها لهذه الأفعال، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

كما أصدرت دول عدة بيانات تتعلق بالوضع في السودان، ومن بينها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر واليمن ومصر وتركيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. جميع هذه الأطراف أدانت الانتهاكات التي تحدث في شرق الجزيرة، ودعت إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني.

تميزت بيانات الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر بتوجيه الاتهام بشكل مباشر إلى قوات الدعم السريع كطرف مسؤول عن هذه الانتهاكات، بينما لم تحدد الدول الأخرى بشكل واضح المسؤولية عن الأفعال المرتكبة من قبل أي من طرفي النزاع.

المسؤولية الأخلاقية

وفي تصريحه حول هذه المواقف الدولية والإقليمية، اعتبر الأستاذ طاهر المعتصم، الكاتب والصحفي والمحلل السياسي، في حديثه لراديو دبنقا، أن الفظائع التي وقعت في شرق الجزيرة من اجتياح وانتهاكات ضد المدنيين الأبرياء على يد قوات الدعم السريع تضع المجتمعين الدولي والإقليمي أمام مسؤولية أخلاقية تستلزم إدانتهم لما حدث، خاصة مع تزايد الأصوات التي تصف حرب السودان بأنها منسية.

وأضاف طاهر المعتصم أن المسؤولية الأخلاقية هي التي دفعت هذه الأطراف إلى إصدار البيانات وإدانة الانتهاكات، لكنه أشار إلى أن أطراف النزاع في السودان وصلت إلى مرحلة لم تعد فيها تعير اهتماماً لأصوات الإدانات أو التصريحات.

استند في ذلك إلى استمرار وقوع الانتهاكات حتى الآن وزيادة معاناة النازحين من قرى الجزيرة. وأكد أن المدنيين في مدينة الهلالية لا زالوا يعانون من صعوبات كبيرة في مغادرتها حتى يوم الأحد.

وأضاف الكاتب والصحفي والمحلل السياسي في حديثه لراديو دبنقا أنه تواصل مع بعض المواطنين الذين أبلغوه أنهم مشوا لمدة خمسة أيام على قدمين حتى وصلوا إلى منطقة آمنة، مما يدل على عدم مبالاة الجنود في الميدان تجاه ما يحدث، وينطبق نفس الأمر على قادتهم السياسيين الذين لا يهتمون بمثل هذه الإدانة، بحسب قوله. وعدّ أن هذه الإدانات تُعتبر تمهيدًا لفرض عقوبات تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

حرب أهلية بين أطراف سودانية

أشار طاهر المعتصم إلى أن معظم المجتمع الدولي يعتبر الأحداث الجارية في السودان بمثابة حرب اهلية بين الأطراف السودانية. وقد استمر البحث عن حلول سلمية منذ الخامس عشر من أبريل 2023، حيث تم تنظيم مؤتمر جدة الإنساني، تلاه مؤتمر دول الجوار، بالإضافة إلى العديد من المبادرات الإقليمية والدولية.

وأوضح المعتصم أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. فالصراع المستمر يعقد من إمكانية الوصول إلى تسوية شاملة، مما يستدعي مزيدًا من التعاون الدولي والإقليمي.

في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على قدرة المجتمع الدولي على تقديم الدعم الفعال والمساعدة في إيجاد حلول مستدامة، تساهم في إنهاء النزاع وتحقيق السلام المنشود في السودان.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا