السودان الان السودان عاجل

العنف الاجتماعي والملاحقات الأمنية: واقع المجموعات النسوية في السودان

مصدر الخبر / راديو دبنقا

أفاد مركز الألق للخدمات الصحفية أن الملاحقات الأمنية والاعتقالات تُعتبر من أهم التحديات التي تعرقل نشاط المجموعات النسائية في السودان، مما يشكل تهديدًا لاستمرارية عمل الناشطات ويحد من قدرتهن على التواصل الفعّال مع الجمهور. قام المركز بإجراء مسح استمر لمدة أسبوع خلال نوفمبر الحالي، بهدف تتبع الصفحات الإعلامية لعدد من المجموعات المدنية والنسائية، وذلك للوقوف على أنواع القضايا التي يتم نشرها ومدى تفاعل المتابعين معها وعددهم، بالإضافة إلى الاهتمام الذي توليه هذه المجموعات لتحديث الصفحات ومتابعتها.

ركز المسح أيضًا على دراسة تأثير تلك المجموعات ودورها في تمكين أصوات النساء في وسائل الإعلام، مع تسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها في الظروف الحالية واحتياجاتهم التدريبية. شمل المسح تنظيم لقاءات مع مجموعة من النساء، بالإضافة إلى استبيانات ورصد لمواقعهن الإعلامية، وذلك لفهم طبيعة التحديات التي يواجهنها واحتياجاتهن من التدريب لتعزيز دورهن في الإعلام والمجتمع.

التحديات الرقمية والإعلامية

أظهرت نتائج الاستطلاع أن المجموعات النسائية تواجه صعوبات في التواصل الرقمي، حيث تفتقر ثلاث منها إلى مواقع إلكترونية وحسابات على تويتر وإنستغرام، مما يجعلها تعتمد بشكل رئيسي على صفحات فيسبوك. تدير هذه الصفحات، بحسب المسح، لجان إعلامية تسعى لنشر البيانات والتحديثات المتعلقة بأنشطة المجموعة. وتلتزم هذه المجموعات بسياسات تحريرية تهدف إلى تفادي خطاب الكراهية والعنصرية، مع التركيز على قضايا النساء في دارفور وحقوق النساء ذوات الإعاقة.

تحديات التنسيق والتواصل

من بين التحديات الرئيسية التي تواجه هذه المجموعات هي صعوبة التواصل والتنسيق بين العضوات، وذلك بسبب ظروف الحرب، وانقطاع الإنترنت، وتدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية. كل ذلك يؤدي إلى تعقيدات إضافية بسبب مشاكل النزوح واللجوء. تتعرض العضوات لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية واعتقالات نتيجة نشاطهن في المجالات الاجتماعية والسياسية، مما يشكل عائقًا فعليًا أمام استمرار جهودهن. بالإضافة إلى ذلك، فإن العنف الاجتماعي يقيّد فرص تسليط الضوء على قضايا النساء ويمنعهن من المطالبة بحقوقهن خوفًا من ردود الأفعال من المجتمع.

تأثير الصراعات والأزمات

في ظل تزايد النزاعات القبلية والأزمات، مثل الحروب والتهميش السياسي والتمييز المنهجي، تواجه المجموعات النسائية تحديات أكبر في توصيل رسائلها. إذ يؤدي النزوح وغياب وسائل الإعلام وانقطاع الاتصال إلى تقليل التغطية الإعلامية لقضايا النساء، مما يزيد من صعوبة التواصل مع المعنيين. تظهر هذه التحديات أيضًا من خلال صعوبة الحصول على معلومات دقيقة وإحصائيات ضرورية، حيث يتم إخفاء بعض المعلومات عمدًا من قبل الجهات الرسمية، مما يعيق عمل المجموعات في توثيق الانتهاكات. تحدي نقص التمويل يعتمد تطوير جهود الإعلام للمجموعات النسائية بشكل كبير على توفر التمويل، حيث يشكل نقصه عائقاً مهماً يؤثر سلباً على استدامة أنشطتها وقدرتها على تقوية صوت المرأة في القضايا المرتبطة بالسلام والمجتمع.

تحليل التواصل الرقمي

أظهرت بيانات المراقبة الإعلامية اختلافًا في مستوى التفاعل بين صفحات فيسبوك الخاصة بالمبادرات النسائية، حيث يعتمد التحديث بشكل أساسي على الأنشطة التي تنظمها هذه المجموعات. تعتمد مجموعة نسائية نشطة، تم إنشاء صفحتها في عام 2012 ويتابعها أكثر من 2000 شخص، على تحديث الصفحة وفقًا للأنشطة وتزيد من تفاعلها خلال الحملات. تأسست مجموعة أخرى في عام 2015 وتضم حوالي 20 ألف متابع، حيث تركز على بيانات وإعلانات الأنشطة وتزيد من التحديثات خلال الحملات. أنشأت مجموعة ثالثة صفحتها في عام 2023 ولديها 604 متابعين، وتتناول موضوعات متنوعة، بينما تعتمد مجموعة أخرى على تحديثات غير منتظمة منذ تأسيسها في 2021، مما أدى إلى قلة التفاعل من الجمهور. تتميز المجموعة الخامسة بتحديثات دورية تحدث كل 3 إلى 5 أيام، حيث تركز على الإعلان عن الندوات وأنشطة المجموعة.

الاحتياجات التدريبية الأساسية ظهر من خلال المسح مجموعة من الاحتياجات التدريبية الأساسية للنساء، بهدف تمكينهن من تعزيز مشاركتهن في المجالات الإعلامية والمجتمعية. تشمل هذه الاحتياجات Advocacy، الكتابة الصحفية، التنسيق، بالإضافة إلى فهم القرار 1325 الذي يتعلق بدور المرأة في مجالات السلام والأمن. كما توجد حاجة إلى التدريب على مهارات الحصول على التمويل، والحماية، والتفاوض، وقيم العدالة الانتقالية. تظهر نتائج الاستطلاع أن المجموعات النسائية في السودان تواجه صعوبات كبيرة تعيق إمكانياتها في تعزيز أصوات النساء ونقلها عبر وسائل الإعلام، بسبب قلة التواصل الرقمي والظروف الأمنية والاجتماعية الصعبة. يُعتبر تعزيز البنية الإعلامية وتقديم تدريب مستمر للأفراد خطوة حيوية لتحقيق الأهداف المنشودة، بالإضافة إلى أهمية إقامة شراكات مستدامة لدعم قضايا المرأة وتعزيز المشاركة في مجالات السلام والمجتمع.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا