عادت مدحة “جدد وضوكا” بصوت الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي لتصبح الأكثر تداولاً في مواقع التواصل الاجتماعي. في ظل الحرب والظروف الصعبة التي يواجهها السودانيون، وجد العديد منهم في هذه الأبيات مصدرًا للراحة الروحية التي تدعم استقرارهم النفسي. يقدم الكابلي المدحة بطريقة تلمس أحاسيس السودانيين، مما أدى إلى انتشارها بشكل واسع، خصوصاً في هذه الفترة التي يشعر فيها الناس بالحاجة إلى الأمان وراحة البال.
تدعو المدحة، التي تُعد من أبرز أعمال الشيخ عبد الرحيم البرعي، إلى الالتزام بالتقوى والمداومة على صلاة الليل كوسيلة لمقاومة شهوات النفس ومواجهة إغواءات الشيطان. كما تعبر عن قيم إرشادية وصوفية، حيث يشدد البرعي على أهمية الإحسان للآخرين ومعاملتهم بلطف.
وتبدأ على النحو التالي:
جدد وضوكا خالف هوى نفسك
أبليس عدوكا واظب صلاة الليل
في طريق أبوكا أمسك تمام والغير لا يعجبوكا
عاشر بي حسن أخلاق للأصحبوكا
أكرم جميع الناس حتى الأبوكا
عاون أخوك بر والديك ولو تفتل مخوكا
أحذر من الفساق لا يوسخوكا
والأشقياء الضالين لا يمسخوكا
ويعتبر البرعي من أبرز شيوخ الصوفية في السودان، له أكثر من 700 قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، نُشر العديد منها في دواوين مختلفة.
سُجل الفيديو المتداول لأبيات “جدد وضوك” في 19 أغسطس 2009 بصوت الكابلي.
قدم الكابلي العديد من المدائح الدينية، التي تركت بصمة عميقة في الذاكرة السودانية، كان من أبرزها أنشودة “ليلة المولد” للشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب، التى تستحضر أجواء الاحتفال بالمولد النبوي.
يعد الكابلي، الذي توفي في 2 ديسمبر 2021، من أبرز فناني السودان الذين اهتموا بالموروث الشعبي والتراث الصوفي، واستطاع أن ينقل روحانية القصائد الدينية ويُبقيها حية في وجدان الشعب السوداني.
أما البرعي، الذي تُوُفِّيَ في 20 فبراير 2005، فقد ترك إرثًا ضخمًا من المدائح النبوية التي تفيض بحب النبي والدعوة إلى الصفاء الروحي، ولا تزال قصائده تردد وتلقى القبول، خاصة في الأوقات التي يبحث فيها السودانيون عن السكينة والسلام النفسي.
