كتابات

صباح محمد الحسن تكتب صراع الأرض !!

مصدر الخبر / الجريدة

أطياف
صباح محمد الحسن
صراع الأرض !!
لا شيء يستطيع أن يمنح الخطيئة ندماً
سوى ذلك الضمير الذي كان يكبح جحيمها
أن لاتمضي خفافاً فوق البراكين المؤججة حتى لاتشكو أقدامك النار كن دائما بردا وسلاما على الذين أرهقم حرها!!
وفي منتصف إكتوبر تحدثنا عن أن حرب السودان إنتقلت من الميدان الداخلي الي مربع صراع المحاور ، المرتبط بقضايا إقليمية، وذكرنا أن هذا الصراع قد تتشابك خيوطه بقضايا خارجية منها حرب المياة وقضايا الساعة مع إسرائيل وكذلك ملف سد النهضة وغيرها من الصراعات التي تمر مياهها تحت الجسر ، والتي قد تساهم في نقل حرب السودان من حرب محلية الي حرب إقليمية إن أصرت المؤسسة العسكرية على أستمرارها
وحتى عندما خرج قائد قوات الدعم السريع في خطابه الأخير بعد خسارته لجبل موية ذكرنا أن صراع المحاور كان واضحا وسط العبارات التي أدلى بها حميدتي، مما أكد أن خيوط الحرب الآن تمسك بها ايادي دولية قد تكون تبادلت المواقع لإدارة الحرب بدلا من قيادة طرفي الصراع ، وأرادت ٱن تقل كلمتها من خلال خطاب دقلو وذهبنا الي أن غضب الرجل كان اكبر من قضية سيطرة الجيش على جبل موية
والآن يتجلى الي المتابع خطوات قد تقف خلفها اسرائيل تريد من خلالها زعزعة المنطقة بأكملها وهي أن تجعل الأيادي الإقليمية السخية في دعم كل طرف سياسيا أن تكون صالحة للملاكمة العسكرية على حلبة المصلحة القائمة على ضرورة المواجهة في مابينها ، أي أنها تحاول أن تنعش في بعض دول الأقليم رغبة دعم طرفي الصراع في المعارك، السباق الذاتي الذي تصبح خطواته بدلا من السعي لوقف الحرب في السودان او حسمها او تأجيجها تكون مراميه أبعد من ذلك حتى تحقق اسرائيل اهدافها في المنطقة عامة من خلال التدخل بتقديم الدعم لأطراف الحرب في السودان
وتجد أن هذه الدول ربما تنجرف دون شعور للتدخل في الحرب كما أنجرف قادة طرفي الصراع في الطريق التي لاتؤدي إلا للمتاهة
وسؤال طرحه المذيع على ضيفه هل تتوقع ان تتدخل مصر بصورة مباشرة لنصرة الجيش السوداني؟!
اختصر الضيف إجابته بلا اتوقع ابدا، ولكن بعيدا عن إجابة الضيف الذي لم يذكر الأسباب وقريبا من سؤال المذيع الذي لم يسأله عنها لإنتهاء الوقت
فمثلا إن تدخلت جمهورية مصر فعليا وبصورة واضحة في حرب السودان وقدمت دعمها وطيرانها للجيش السوداني فهذا قد يعني انها تستجيب دون أن تدري لتحقيق رغبة ومخطط صهويني، ربما يقوم بتهيئة المناخ لها للتدخل وفي ذات الوقت يسرع ليدفع بالجارة إثوبيا ايضا للتدخل عبر شرق السودان
وإن حدث ذلك فإن سقوط الشرق سيكون أكبر كارثة قادمة تهدد مصر قبل السودان
لذلك ربما لايكون القصد من جر مصر الي ميدان الصراع هدفه إطالة الحرب في السودان او تفكيك بلد في الأساس تم تمزيقه وتفكيكه بالحرب سياسيا واجتماعيا ، ولكن قد يكون الهدف الصهيوني القادم هو تفكيك مصر نفسها ، أي أن مصر ربما تكون الغاية وليست الوسيلة
لذلك أن فرضية تدخل مصر عسكريا والتي تشغل بال الكثيرين ماهي إلا مغامرة تدفع ثمنها مصر وليس السودان ليس لأن الطيران لن يحسم المعركة على الأرض في حرب المدن ، ولكن سيساهم في امتداد الحرب افقيا مما يجعل خطرها على الحدود المصرية أكبر وهي من أبرز المخاوف الأولية عندها، لكن ان محاولة ايقافها بطريقة خطأ ربما تأتي بنتيجة عكسية ، وفي ذات الوقت قد يكون دليلا واضحا وقاطعا لإدانتها في أروقة المنابر العدلية الدولية
هذا بعد أن يخنقها الخطر بسقوط أي مدينة في شرق السودان لأن الميدان وقتئذ سيكون تحت أيادي غيرها الأيادي التي إن اشعلت الشرق فلن تترك احدا يحمل الماء ليطفي ناره
لذلك أن كل محاولة او فرضية كهذه إن حدثت آجلا او عاجلا سيكون مردودها سيئا لأن طريق التدخل او المساعدة عندها لايتم إلاجوا ً، وهذه اقرب الطرق للوقوع في فخ الإدانة والملاحقة والمحاسبة الدولية
عكس الجاره اثيوبيا فإن حاولت التدخل لمنح الدعم السريع فرصة او مساحة للتمدد شرقا فسيكون فقد يكون ميزان المحاسبة هو تدخلا عشوائيا غير مقنن لا يتحاوز الحديث عن ( فوضى المليشيات) وهذا قد يجعل الاخيرة تنفد من عاقبة الإتهام والملاحقة الدولية
لذلك أن المخطط القادم يتجاوز تحذير الحكومة السودانية اوطرفي الصراع ولكنه يستوجب تحذير دولتي الجوار حتى لاتقترب من ميدان الصراع و( تبلع الطُعم) ، لأنها ستجد نفسها ساهمت في إتساع دائرة الحرب، ونقلتها دون قصد الي أوطانها وشعوبها وهنا يكون المخطط الصهيوني حقق أهدافه خاصة فيما يتعلق بتفكيك الجارة المستقرة مصر التي ربما يكون استقرارها وامنها يشكل عقبة كبيرة لتمدد المطامع الصهيونية وتحقيق اهدافها في مخطط وضع اليد فيما يتعلق بصراع الأرض
لذلك أن إستقرار جمهورية مصر وأمنها يأتي بالسلام في السودان وليس بإستمرار الحرب فيه ، وإن أي دور آخر سيكون بمثابة المغامرة الخطيرة عليها قبل السودان الذي لايضيره شيئا بعد اندلاع الحرب فهل يفرق الهم إن زاد هما آخرا
ولهذا فإن الجارتين مصر واثيوبيا هما أكثر الدول المهددة بالخطر إن حدث وأستمرت الحرب في السودان بسبب تقديم أي دعم لطرفي الصراع ولو طلقة واحدة ، فدخول طائرة خارجية او القبض على جندي واحد او التمثيل به كما حدث من قبل في دول اخرى اوتحويله لقضية رأي عام سيجعل أي دولة خارجية تدفع عمرها كله ثمنا لتكفر عن هذا الخطأ، ولن تستطيع
فيجب الإنتباه من الوقوع في فخ المخطط الصهيوني
فالحرب مثلما بدأت بخطة كيزانية ربما تتحول الآن لخطة صهيونية تستخدم فيها الأيادي لضرب دول اخرى بعصاة الحرب في السودان ، وهذا هو الخطر الكبير الذي يتعدى جدلية الخلاف السطحي في من يدعم البرهان ومن يدعم حميدتي فالقضية ربما تكون ٱكبر بكثير
لذلك أن لاحلول لأمن وسلامة السودان ودول الجوار سوى بالسلام ودعمه، ودعم وقف الحرب عبر المنابر السلمية والحوار والدعوة الجادة للسلام والعمل على توسعة الدائرة السياسية حتى تعلو كلمة لا للحرب ويسكت صوت البندقية في السودان لتنام دول الإقليم نومة هنيئة .
طيف أخير :
لا_للحرب
قالت الشرق إن مصدر قيادي في الكتلة الديمقراطية كشف لها انه لم يجر تشاور معنا بشأن التعديل الوزاري الأخير وهو أقرب للتعبير عن توجهات نظام البشير (ولو، شاوروكم فيه) فكيف سيكون رأيك فيه !!
انتم الآن على عتبة مزبلة التاريخ.

عن مصدر الخبر

الجريدة