السودان الان السودان عاجل

رئيسة لجنة نقابة الأطباء بالسودان تتحدث عن اسباب وفيات الهلالية بشرق الجزيرة وحقيقة التسمم الكيميائي والرويات المتداولة

مصدر الخبر / راديو دبنقا

رجحت الدكتورة هبة عمر، رئيسة اللجنة التحضيرية لنقابة الأطباء، أن تكون حالات الإصابة التي تسببت في وفاة أكثر من 400 شخص في منطقة الهلالية بشرق الجزيرة نتيجة مرض “الكوليرا”.

ذكرت الدكتورة هبة عمر، في حديثها مع راديو دبنقا، أن نمط انتشار حالات الإصابة في منطقة الهلالية بشرق الجزيرة يشبه الكوليرا، مشيرة إلى الانتشار الواسع للمرض وامتداده لفترة طويلة. واستبعدت أن تكون هذه الحالات ناتجة عن “تسمم كيميائي”، نظراً لأن التسمم الكيميائي يؤثر على عدد محدد من الأشخاص ويكون له مدة قصيرة من الزمن.

أفادت بأن رواية المواطنين الناجين الذين غادروا الهلالية تشير إلى أنهم أصيبوا بالمرض بعد تناولهم “بليلة” مصنوعة من “تقاوى” قمح أثناء الحصار في المسيد بالهلالية، بالإضافة إلى شربهم الماء من بئر قديم ظل مهجورًا لفترة طويلة.

وأفادت أن السكان لجأوا إلى المسيد وأماكن أخرى في المدينة نتيجة تزايد هجمات وانتهاكات قوات الدعم السريع.

تتهم العديد من الجهات قوات الدعم السريع بمحاصرة المواطنين في منطقة الهلالية لأكثر من أسبوع وفتح النار عليهم، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل ووفاة أكثر من 350 نتيجة تسممهم بدقيق ملوث كيميائيًا. في المقابل، نفت الإدارة المدنية في ولاية الجزيرة التابعة للدعم السريع خلال مؤتمر صحفي، محاصرتها للمواطنين أو تلويثهم، مؤكدة أن الحالات المنتشرة في المدينة هي وباء الكوليرا. كما ألقت باللوم على الجيش بشأن الفوضى التي تحدث في الهلالية.

بدورها، أفادت وزارة الصحة الاتحادية في تقريرها اليومي عن الوباء، يوم الثلاثاء، بتسجيل عدد كبير من حالات الإصابة بالكوليرا بين النازحين من شرق الجزيرة إلى كسلا والقضارف ونهر النيل، مما يدل على انتشار الوباء في الولاية.

وفيات وانهيار للنظام الصحي

تقول الدكتورة هبة عمر، رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، في حديثها مع راديو دبنقا، إن عدد الوفيات في منطقة الهلالية تجاوز 400 حالة، موضحة أن معدلات الوفيات اليومية في بداية الوباء كانت تتراوح بين 10 إلى 12 حالة، لكنها تراجعت خلال اليومين الأخيرين.

وأشارت إلى أنه تم تسجيل 65 حالة وفاة في الأيام الأخيرة بين الذين انتقلوا من الهلالية إلى مناطق أخرى، بالإضافة إلى 40 إصابة بين الأطفال دون تسجيل أي حالات وفاة.

وأوضحت الدكتورة هبة أن زيادة عدد الوفيات تعود إلى عدم قدرة المواطنين على مواجهة الوباء نتيجة ضعف صحتهم الناجم عن نقص الغذاء لفترات طويلة.

أكدت أن تدهور النظام الصحي في منطقة الهلالية، وإغلاق معظم المنشآت الطبية، بالإضافة إلى نقص الكوادر الطبية المؤهلة وقلة المعدات، أدى إلى العجز عن إجراء تشخيص دقيق لما يحدث.

وأشارت إلى نقص حاد في المحاليل الوريدية والأدوية والمعدات، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه عمليات التعقيم والتخلص من النفايات. كما نبهت إلى انتشار وباء الكوليرا في حلفا وأم ضوابان، حيث لجأ النازحون من شرق الجزيرة.

كشف لجان مقاومة شرق النيل في تقريرها يوم الأحد عن تسجيل 50 حالة وفاة في “أم ضوا بان” جراء الكوليرا، موضحة أن عدد المرضى في مركز العزل يتجاوز مائتي مريض. وقد أكدت التقارير الصحية انتشار الكوليرا بين النازحين في مناطق الصباغ وحلفا الجديدة.

جهود النقابة

وفيما يتعلق بجهود النقابة، أوضحت الدكتورة هبة أن نقابة الأطباء عملت بسرعة على إنشاء غرف طوارئ في المناطق المجاورة للهلالية بالتعاون مع لجان المقاومة وأبناء المنطقة، كما قامت بإنشاء عيادة عبر الإنترنت، واستطاعت توفير أماكن لعزل المصابين بالوباء الذين غادروا الهلالية، بالإضافة إلى إقامة مطبخ خيري.

أشارت النقابة إلى أنها تسعى لشراء الأدوية من السوق السوداء في المناطق المحيطة بالهلالية، موضحة أن الأدوية والمحاليل الوريدية المتاحة في السوق السوداء هي باهظة الثمن ومحدودة، ولا تمثل العلاج المثالي. وأكدت أن الحالة الصحية في الجزيرة وبقية الولايات في حالة خطيرة من الانهيار، وأن من لم يفقد حياته نتيجة الرصاص قد توفي بسبب الأمراض ونقص العلاج.

أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء أنها قامت بتنظيم حملة لجمع التبرعات بهدف توفير الأدوية والغذاء لمواطني الهلالية وشرق الجزيرة، وأهابت بالمواطنين للمشاركة بشكل فعّال.

تقارير

من ناحية أخرى، أظهر مؤتمر الجزيرة أن 23 شخصًا قد توفوا في الهلالية يوم الإثنين الماضي نتيجة لعواقب التسمم وغياب الرعاية الصحية، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي الوفيات إلى 382.

من ناحيتها، أفادت لجان مقاومة مدني أن مدينة الهلالية في شرق الجزيرة لا تزال تعاني من حصار شديد مستمر لأكثر من أسبوع من قبل قوات الدعم السريع. وأشارت في تقريرها إلى أنها لاحظت احتجاز أكثر من 30 ألف مواطن داخل المدينة حالياً، وأن قوات الدعم السريع حولت الهلالية إلى سجن كبير.

وأفادت بأن عدد الضحايا من سكان مدينة الهلالية تجاوز 350 حالة وفاة، من بينهم 15 مواطناً قتلوا برصاص حي، بينما توفي الباقون نتيجة للتسمم.

تتعرض مناطق شرق وشمال الجزيرة لعدد كبير من الهجمات والانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع منذ ثلاثة أسابيع، وذلك بعد انشقاق قائد الدعم السريع في الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش.

عن مصدر الخبر

راديو دبنقا