عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الوضع في السودان، حيث تم التعبير عن مخاوف جديدة بشأن تصاعد الصراع وارتفاع معدلات القتل الجماعي، بالإضافة إلى تفشي الأمراض وزيادة أعداد المشردين والفقراء.
وأكدت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، على أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، مشددة على أن الحل السياسي التفاوضي هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام المستدام في البلاد.
وأشارت ديكارلو إلى أن السودان يعيش حالة من الكابوس، حيث وصفت المنظمات الإنسانية الهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع على القرى في ولاية الجزيرة بأنها من بين الأكثر فظاعة منذ بداية النزاع. وأوضحت أن المدنيين يتحملون العبء الأكبر من هذه الانتهاكات، مع تسجيل عدد كبير من القتلى وتدمير المنازل، مما أدى إلى تشريد العديد من السكان، كما تم توثيق انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
مناشدات دولية لحماية المدنيين
خلال جلسة الإحاطة اليوم في مجلس الأمن، أكدت كوريا الجنوبية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين الذين يعانون من تداعيات النزاع بشكل أكبر. ودعت إلى وقف التدخلات الخارجية بشكل فوري وتنفيذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين على الأرض دون تأخير، بالإضافة إلى أهمية استمرار تقديم المساعدات الإنسانية، مع التركيز على الوسائل الأكثر فعالية من حيث التكلفة. وحرصاً على استمرار نظام العقوبات في التكيف مع الظروف المتغيرة على الأرض. من جهتها، أكدت سويسرا أن النزاع في السودان لا يظهر أي علامات على الانتهاء، مما يترك البلاد في حالة خراب. ودعت إلى التعامل العاجل مع حجم الأزمة الإنسانية، والتركيز على الوقاية في المناطق التي لم تتأثر بالصراع بشكل مباشر.
انتقادات للدعم السريع والدعم الخارجي
ذكر ممثل السودان في مجلس الأمن، الحارث إدريس، أنه تم رصد دخول معدات عسكرية إلى قوات الدعم السريع عبر معبر أدري الحدودي. وأشار إلى أن الحكومة فرضت مبادئ عامة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية عبر هذا المعبر. طالب ممثل الحكومة الدول الأجنبية بوقف تقديم الدعم العسكري للقوات السريعة. واتُهمت قوات الدعم السريع باستخدام معبر أدري لتهريب الأسلحة. وقد تمنى أن يتم توفير التدريب الملائم لعناصر الشرطة السودانية في المناطق المتضررة. ودعا إلى تفعيل لجنة حماية المدنيين في دارفور وإنشاء آلية لرصد انتهاكات قوات الدعم السريع. ودعا إلى تفعيل لجنة حماية المدنيين في دارفور وإنشاء آلية لتوثيق انتهاكات قوات الدعم السريع.
وقف فوري لإطلاق النار
أكدت ديكارلو على أهمية الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار كأفضل وسيلة لحماية المدنيين، وحثت الأطراف المتنازعة على الدخول في محادثات. كما أشادت بجهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد والمجتمع الدولي لدعم مفاوضات السلام. وجددت التزام الأمم المتحدة بالتواصل مع الأطراف المتحاربة من خلال مبعوثها الخاص للسودان، رمطان لعمامرة.
أزمة إنسانية متفا
قمة وفي هذا السياق، حذر راميش راجاسينغام، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، من أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث تم نزوح أكثر من 11 مليون فرد. كما نوه إلى أن أكثر من 750,000 شخص يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي. وحذر راجاسينغام من أن توصيل المساعدات الإنسانية لا يزال يواجه صعوبات نتيجة القيود الأمنية والإجراءات البيروقراطية، مشددًا على ضرورة تسهيل حركة الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل عبر جميع الطرق المتاحة.
تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة
حذرت الأمم المتحدة من العواقب الاقتصادية المتزايدة، مشيرة إلى أن فرص العمل في السودان قد انخفضت إلى النصف، وأن الخدمات الصحية شهدت تدهوراً كبيراً. أوضحت دراسة حديثة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الحلول التنموية المستدامة أساسية لتعزيز القدرة على التكيف وتحقيق التعافي في مواجهة الأزمة المتزايدة. أوضح لوكا ريندا، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، أن البلاد بحاجة إلى تدخلات تنموية متوازية مع المساعدات الإنسانية العاجلة لتعزيز قدرة السودانيين على التعافي.