السودان الان السودان عاجل

شاب سوداني لاجئ يسرد محاولاته الهجرة قائلا: لم تتوقف محاولاتي للوصول إلى ألمانيا قبل الحرب وبعدها!

مصدر الخبر / وكالات

مصدر التقرير \مهاجر نيوز

مع تفاقم الأوضاع في السودان، اضطر الملايين إلى النزوح داخليًا واللجوء إلى الدول المجاورة هربًا من اهوال الحرب الأهلية وتزايد الأمراض الخطيرة والمجاعة. في هذا التقرير، يشاركنا محمد سالم قصته حول محاولته الهروب من هذه الظروف وتعلقه بالحلم الألماني، على الرغم من التحديات الكبيرة.

نتيجة للأوضاع الكارثية، اضطر أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى مغادرة السودان بحثًا عن الأمان في الدول المجاورة. ووفقًا لمفوضية شؤون اللاجئين، فإن الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا قد تسببت في أسوأ أزمة لحماية المدنيين في العالم منذ عقود، وما زالت الأوضاع تتدهور بشكل يومي. محمد سالم هو من السودانيين الذين اختاروا مصر كوجهتهم الأخيرة، حيث قدم طلب اللجوء بشكل رسمي في انتظار فرصة لتحقيق حلمه بالوصول إلى ألمانيا. هذا الحلم ليس جديدًا بالنسبة لهذا الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، بل يعود إلى بداياته الأولى في عام 2017. في مايو الماضي، استطاع الشاب السوداني الحصول على اللجوء في مصر بفضل مساعدة مفوضية اللاجئين بعد فراره الأخير من السودان. كما تمكن من العثور على عمل والاستقرار في حياته.

ويشير في حديثه لمهاجر نيوز إلى أن مفتاح نجاحه حتى الآن هو إتقانه اللغة الألمانية، حيث حصل على مستوى B1 منذ سنوات وطور مهاراته فيها، مما ساعده في العثور على فرص عمل محلياً ودولياً، وفتحت له الأبواب في الأوقات الصعبة.

ما قبل الحصول على اللجوء.. مسار الهجرة الصعب! خاض الشاب في العشرينات من عمره مغامرات في البداية هرباً مما يعتبره قمعاً وكبحاً لحرية التعبير في بلده. يروي محمد: “كنت أواجه مضايقات من السلطات في السودان بسبب نشاطي وكتاباتي في المجال السياسي، أنا خريج جامعة في تخصص العلوم السياسية، وكان التعبير عن الرأي هناك ممنوعاً إلا إذا كان لصالح الحكومة”.
أدى هذا الوضع إلى أن سالم اعتبر ألمانيا هي الدولة الأكثر ضمانًا لحقوقه، مما دفعه فورًا لتعلم لغتها. يقول محمد: “لقد عشت تجارب صعبة، وواجهت العنصرية في البلدان العربية التي مررت بها، وكانت الحياة صعبة في بعض الدول الإفريقية التي لا تزال أوضاعها أفضل بكثير من بلدي السودان، لكن إذا تمكنت من الوصول إلى ألمانيا فسوف تتغير أوضاعي كثيرًا”.

قبل وصوله إلى مصر، خاض محمد سال تجارب متعددة في الهجرة، حيث حاول كسب المال اللازم للوصول إلى ألمانيا من خلال العمل في عدة دول، مثل السعودية وقطر وسوريا وكينيا وجنوب السودان وإريتريا. كانت تجربته في كل واحدة من هذه الدول تتوزع بين السعي للحصول على المال من العمل استعدادًا للسفر إلى ألمانيا، أو كونها مسارًا للهجرة غير القانونية. لكن أصعب التجارب كانت في ليبيا، كما يروي الشاب السوداني. يقول: “هناك تعرضت لعملية احتيال، ومن هناك كنت أريد أن أصل بحراً إلى أوروبا في عام 2021. تم الاتجار بنا من قبل المهربين، حيث تركونا بلا طعام وماء لعدة أيام، وباعونا لبعضهم كأننا بضائع”. حاول سالم عندما سنحت له الفرصة أن يبحر على متن سفينة كانت ستغادر من السواحل الليبية، لكنها بدأت تغرق بعد دقائق من انطلاقها بسبب الحمولة الزائدة وسوء حالتها. يقول محمد: “عدت سباحة قبل أن تزداد الأمور سوءًا، وعندما وصلت إلى الشاطئ، هربت بحثًا عن وسيلة للعودة إلى السودان.”
ألمانيا.. “السبيل الوحيد لإنقاذ مستقبلي”! في البداية، عمل محمد في مصر في مركز لتعليم اللغات وأيضاً في مجال الترجمة، حيث يتقن العديد من اللغات مثل الألمانية والإنجليزية والصينية. بعد ذلك، انتقل إلى وظيفة في خدمة العملاء ضمن فريق مشروع ألماني مصري في مركز اتصال. يقول المتحدث: “منذ أن تأكدت أن ألمانيا هي بلد الحريات والمواطنة الكاملة، قمت بتعلم لغتها وأتقنت بعض اللغات الأخرى لتعزيز فرصي في الحصول على وظيفة، لكنني ما زلت أواجه الرفض في طلبات العمل لأنني لا أعيش هناك. وكانت محاولاتي لدخول أوروبا بطرق غير قانونية آخر ما فكرت فيه نظراً لمخاطرها على حياتي وتكاليفها العالية، لكنها جاءت بعد استنفاذي لكل الخيارات القانونية”.

يعتقد الشاب البالغ من العمر عشرين عامًا أنه يستطيع أن يقدم الكثير لألمانيا إذا وصل إليها، وسيقوم برد الجميل من خلال العمل بجد مهنيًا وأكاديميًا، بالإضافة إلى الانخراط بشكل إيجابي في المجتمع. ويشير بوضوح إلى أن “اللغة الألمانية كانت عونًا لي طوال هذه السنوات خلال رحلاتي، لأنها مطلوبة بشكل كبير، والجميع يرغب في تعلمها، وآمل أن يكون وصولي إلى ألمانيا هو ما سينقذ مستقبلي”.
لا عودة إلى السودان ولا أمل! بعد أكثر من عام ونصف من المعاناة بسبب الحرب وانتشار المجاعة والأمراض، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان، يعتبر محمد أن العودة إلى بلده غير ممكنة بأي شكل من الأشكال، وأن محاولته الأخيرة للمغادرة كانت نتيجة لتفاقم الظروف.

من جانبها، تشير مفوضية اللاجئين إلى أن الدول في المنطقة التي استقبلت السودانيين تعمل بأقصى جهد، إلا أن الاحتياجات تتجاوز القدرات بسبب النزوح الكبير الذي لم يشهده المنطقة من قبل. فالسودان، على سبيل المثال، تضم تشاد وحدها أكثر من 1.1 مليون نازح سوداني. وفيما يتعلق بمصر، فهي تعتبر أكبر دولة تستضيف اللاجئين السودانيين، حيث يعيش فيها 1.2 مليون لاجئ سوداني وفقًا لأحدث الإحصاءات الحكومية. ذكرت مفوضية اللاجئين أن هذه الأزمة تعد من أكبر حالات الطوارئ في العالم، لكنها من بين الأقل تغطية إعلامية وتمويلا. وحذرت من أنه في غياب دعم مالي كبير من المجتمع الدولي، ستتعرض الروابط الاجتماعية والاستقرار الإقليمي للخطر، وسيواجه الملايين تحديات وصعوبات. وأشارت إلى أن خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في السودان لم تحصل على تمويل سوى بنسبة 29% من المبلغ المطلوب وهو 1.5 مليار دولار. ماجدة بوعزة

عن مصدر الخبر

وكالات