السودان الان السودان عاجل

السودان : الأطفال المصابين بالسرطان يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على العلاجات المنقذة للحياة

مصدر الخبر / وكالات

مصدر التقرير\شبكة عاين
في ظل حرب عنيفة مستمرة في السودان منذ حوالي 19 شهراً، يواجه أهالي الأطفال المصابين بالسرطان تحديات كبيرة في الحصول على العلاجات المنقذة للحياة، وسط تنقلاتهم الصعبة والمستمرة من مناطق مختلفة في البلاد بحثاً عن المستشفيات التي لا تزال تعمل.

“بدأ ابني يعاني من آلام المرض في رمضان الماضي، وقرّر الأطباء إجراء عملية له في منطقة تمبول بولاية الجزيرة في وسط السودان، لكن حدثت له مضاعفات ونزيف في رجله، لذا قررنا نقله إلى مستشفى في مدينة شندي بولاية نهر النيل”، كما يقول معتز لـ(عاين). مخاطر عديدة اجتاحت رحلة “معتز” مع طفله إلى مدينة شندي في ولاية نهر النيل، حيث يشير إلى أن “قوات الدعم السريع كانت تطلق الرصاص بشكل عشوائي، وتلاحق السيارة التي كانت تقلنا، كما أننا تعرضنا لعمليات نهب في الشارع قبل أن نصل إلى وجهتنا في رحلة استغرقت ثلاثة أيام”. هكذا يروي معتز.

ويقول: “بعد وصولي إلى شندي، أخبرني الأطباء أن طفلي بحاجة إلى إجراء رنين مغناطيسي، وهو متوفر فقط في مدينة مروي بالولاية الشمالية”. ثم غادر إلى هناك في رحلة صعبة كذلك. في مستشفى مروي، حيث قضى معتز شهرين حتى الآن، يواجه الأطفال المصابون بالسرطان تحديات كثيرة للحصول على العلاج باهظ الثمن.

ويشير إلى أنه “نشتري كل شيء من أموالنا، وهناك بعض المساعدات من منظمات معينة. الحصول على الصفائح الدموية يعدّ تحديًا كبيرًا، وفي كثير من الأحيان نذهب إلى المساجد للبحث عن متبرعين بالدم، وعندما يتوفر الدم في المستشفى، لا توجد أي مشاكل تواجه المرضى السرطانيين”. يقول صديق أحمد، والد طفلة تعاني من مرض السرطان، من مستشفى مروي لمراسل (عاين)، إنه بدأ رحلة علاج ابنته من مدينة المناقل في ولاية الجزيرة إلى كوستي في ولاية النيل الأبيض، وعاد من كوستي إلى المناقل مجددًا بسبب إغلاق شارع الدويم. وفي الوقت نفسه كان طريق سنار مغلقًا، والطريق الوحيد المتاح هو طريق سوبا. ويضيف: “عندما وصلنا إلى المستشفى التركي في الخرطوم، تم نقل دم إلى ابنتي كحالة طارئة حتى وصولنا إلى مدينة شندي التي استغرقت رحلتنا إليها خمسة أيام قبل أن نأتي إلى مروي”. وأضاف: “بعد وصولنا إلى مروي، توجهنا إلى قسم الأورام في مستشفى مروي، وبدأت رحلة العلاج التي واجهنا خلالها العديد من الصعوبات.”

يتعرض الأطفال المصابون بالسرطان في السودان لمحنة شديدة بسبب نقص الأدوية الأساسية اللازمة لعلاجهم، بالإضافة إلى تراجع الخدمات الصحية في ولايتي الخرطوم والجزيرة. يُعتبر مستشفى مروي للأورام في الولاية الشمالية من أكبر المستشفيات التي تقدم العلاج للسرطان، وذلك بعد انهيار النظام الصحي في ولايتي الخرطوم والجزيرة، اللتين كانتا من أهم المراكز لعلاج هذا المرض. قالت الطبيبة آلاء القاسم، التي تعمل في مستشفى مروي، والتي كانت تعمل سابقًا في مدينة ود مدني، لـ”عاين”: “بعد وصول الدعم السريع إلى مدينة ود مدني، انتقلنا إلى مستشفى مدينة مروي الطبية، مركز الأورام، وبدأنا في إنشاء وحدة لأورام الأطفال بالتعاون مع مستشفى مروي ومنظمة السودان لأطفال السرطان.

وقد تم افتتاح الوحدة رسميًا في بداية شهر فبراير، وبلغ عدد الأطفال المصابين الذين يتلقون العلاج حتى شهر أكتوبر 350 طفلًا.” تشير القاسم إلى أن الوحدة بدأت بثلاثة عنابر في الطابق الثاني من المستشفى، ومع زيادة عدد المرضى تم افتتاح عنبر للجرعات البسيطة. حالياً، يوجد ستة عنابر، حيث تحتوي كل عنبر على ستة أسرّة، بالإضافة إلى وجود عنبر للعزل وآخر للمصابين بنقص المناعة.

وتابعت: “تزداد أعداد الأطفال بشكل مستمر، ومعظمهم من منطقتي غرب وشرق السودان، وبعضهم يأتون من الخرطوم”. منظمة السودان لسرطان الأطفال تُعد واحدة من المنظمات التي تقدم المساعدات للأطفال المصابين بالسرطان. وفي مقابلة مع (عاين)، أوضح عضو المنظمة، وائل محمد علي، أنهم يقومون بتقديم الدعم للأطفال، إلا أنهم يواجهون عدة تحديات تتمثل في تزايد أعداد المرضى، مما يستدعي زيادة في الدعم المالي.

عن مصدر الخبر

وكالات