السودان الان السودان عاجل

قناة امريكية : عودة ترامب.. ماذا تعني للحرب في السودان؟

مصدر الخبر / قناة الحرة

مع استعادة دونالد ترامب منصب الرئاسة في الولايات المتحدة بعد انتخابات 2024، تتزايد الأسئلة بشأن تأثير هذه العودة على السياسة الأميركية تجاه السودان ومنطقة القرن الأفريقي، والتي تمر بأزمات متداخلة. منذ تركه للسلطة، شهدت المنطقة تغييرات كبيرة نتيجة للتغيرات في التحالفات الإقليمية والأحداث العالمية الكبرى، مثل جائحة كوفيد-19 والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله، بالإضافة إلى النزاعات مع إيران. أما السودان، الذي كان قريباً من الوصول إلى نظام ديمقراطي في عام 2020، فقد تدهور الآن إلى حرب أهلية تُعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مما ترك آثاراً خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.

هذا الوضع المعقد يثير تساؤلات بشأن كيفية تعامل إدارة ترامب مع حرب السودان التي ستدخل قريبًا عامها الثاني. فهل ستعطي الإدارة القادمة الأولوية لملف السودان؟

أشار أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، خلال ظهوره في برنامج “بين نيلين” على قناة الحرة، إلى أن نهج ترامب تجاه أفريقيا خلال فترة رئاسته الأولى كان محدوداً، حيث اعتمد على الشركاء الإقليميين مثل الإمارات والسعودية ومصر لتنفيذ سياساته، بدلاً من التدخل المباشر. أوضح دي وال أن العلاقات مع السودان كانت تتأثر بمصالح إقليمية، مثل قضية سد النهضة وتعزيز التطبيع مع إسرائيل من خلال اتفاقيات أبراهام، وليس بالسودان ذاته.

وأضاف أن كل شيء يتم من خلال هذه العواصم في الشرق الأوسط، كما ذكر. مع اقتراب الحرب الأهلية في السودان من عامها الثاني، يثار سؤال أساسي: هل سيفتح ترامب ملف هذه الأزمة بعناية خاصة، أم سيظل تحت تأثير اعتبارات جيوسياسية أوسع؟ رد السفير السوداني لدى الولايات المتحدة، محمد عبد الله إدريس، على سؤال قناة الحرة بأن السودان كان دائماً مفتوحًا للتعاون مع جميع الإدارات الأمريكية. ويعتبر أن عودة ترامب تمثل “فرصة لإعادة صياغة العلاقة، خاصة في ظل غياب تفاعل ملموس من إدارة بايدن على الرغم من تعيين مبعوث خاص للسودان”، كما قال.

فيما يتعلق بالتأثير الإقليمي، يشير أليكس دي وال إلى أن التحالفات الإقليمية تعتبر أساسية لمستقبل السودان. إذ تدعم الإمارات قوات الدعم السريع، بينما تقدم السعودية ومصر الدعم للجيش السوداني. هذا الانقسام يُشكل تحديًا كبيرًا أمام واشنطن في سعيها لتحقيق توازن بين السودان ومصالحها مع هذه القوى. يظن دي وال أن على واشنطن أن تعيد التفكير بجدية في طرق التعامل مع هذا التباين الإقليمي، حيث إن التحالفات المتضاربة قد تعقد من أي جهود مستقبلية نحو السلام. وهذا يمثل تحدياً كبيراً أمام الإدارة المقبلة. ويتساءل عما إذا كان بإمكان إسرائيل أن تلعب دوراً في هذا السياق.

السلام في السودان بين المصالح والتحديات

يعتقد مايكل والش، وهو باحث في برنامج إفريقيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، أن ترامب “سيركز على الصراعات التي توفر نتائج سريعة.” لكنه يعتقد أيضًا أن دولًا إفريقية مثل كينيا والمغرب ورواندا يمكن أن تكون لها أهمية كبيرة في سياسات الولايات المتحدة تجاه القارة، بما في ذلك قضية السودان. يعتبر والش أن اتفاقيات أبراهام، التي تعد في جوهرها اتفاقيات ثنائية، تشكل جزءاً من استراتيجية أوسع لإدارة ترامب تهدف إلى إقامة شبكات أمنية متعددة الأطراف. ومع ذلك، ينبه إلى أن “استقلال هذه الشبكات قد يجعل السيطرة الأميركية عليها أكثر تعقيداً في المستقبل، عندما تنمو هذه التحالفات وتوسع نطاقها بحثاً عن مصالح جديدة، مما سيجعل الحاجة إلى ضمانات ثابتة أمراً ضرورياً.”

الصين وروسيا: اللاعبان الكبيران

يشير والش إلى أن التنافس مع الصين وروسيا سيكون أيضًا منظورًا رئيسيًا يتم من خلاله تقييم أي سياسات متعلقة بالسودان. رغم أن الجيش السوداني يخطو نحو التعاون مع روسيا وإيران، إلا أن الأهداف من هذا التعاون تظل تنافسية على الصعيد الأمني، كما يوضح فايز السليك، المستشار السابق لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، بقوله: “إن هذه العلاقات مبنية على المصالح الأمنية أكثر من كونها اقتصادية، فالجيش ورث علاقات من النظام السابق الذي كان له ارتباطات سابقة.

وفي رأيه، لا يمكن لروسيا أو إيران أن تقدما الدعم الاقتصادي للسودان. لم تكونا داعمتين للبشير في الماضي، ولن تكونا داعمتين للسودان الآن أو في المستقبل.” يعبر دي وال عن مخاوفه بشأن مستقبل التمويل الإنساني للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد) والبرامج الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي، خصوصاً في ظل “الاتجاهات السابقة لإدارة ترامب التي كانت تسعى لتقليص الالتزامات الإنسانية لأسباب أيديولوجية.”

يقول دي وال إن السياسات الأمريكية تجاه أفريقيا، بما في ذلك السودان، تعكس رغبة في مواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا. حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجاري في القارة من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة ضمن مبادرة (الحزام والطريق)، بينما تعزز روسيا وجودها العسكري والسياسي، مثل دعمها لقوات فاغنر. أريج الحاج – واشنطن

عن مصدر الخبر

قناة الحرة