تكررت شكاوى اللاجئين السودانيين في النيجر للمرة الثانية هذا الأسبوع، كما أوضح خليل عبيد، أحد اللاجئين السودانيين، في تسجيل صوتي خاص لراديو دبنقا. نقل خليل تفاصيل مؤلمة عن معاناتهم منذ بداية الحرب في السودان وحتى وصولهم إلى النيجر.
تفاصيل رحلة المعاناة
بدأت القصة في السودان، حيث اضطرت الحرب خليل وآلاف السودانيين إلى الهروب إلى ليبيا في سعيهم للعثور على الأمان. في مرحلة لاحقة، توجهوا إلى تونس بحثًا عن فرص عمل، ولكن السلطات التونسية اعتقلتهم للاشتباه في نيتهم التخطيط للسفر بطريقة شرعية إلى أوروبا. بعد ذلك، انتقلوا إلى الجزائر، ومن هناك قامت منظمات إنسانية بنقلهم إلى مركز إيواء في النيجر.
الأوضاع داخل معسكر الإيواء
وصف خليل الأوضاع داخل معسكر الإيواء بأنها “مزرية”، حيث يُعامل اللاجئون وكأنهم نزلاء في السجون، وذكر أن اللاجئين يواجهون حرماناً من أبسط حقوق الإنسان. هذا الوضع جعلهم ينظمون احتجاجات سلمية، لكن منظمة وطنية نيجيرية تعنى بشؤون اللاجئين حذرتهم من الاستمرار في الاحتجاج، مهددة باتخاذ إجراءات صارمة بحقهم.
أبرز الانتهاكات التي يعاني منها اللاجئون
يتعرض اللاجئون لمعاناة مستمرة نتيجة لسوء معاملة من قبل العاملين في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى الإهمال الإداري الذي يؤدي إلى فقدان ملفاتهم وتعطيل إجراءاتهم القانونية. يعاني اللاجئون من تدهور في الظروف الصحية وانخفاض مستوى الرعاية الطبية والغذائية، مما أدى إلى تفشي الأمراض بينهم. تواجه السلطات احتجاجات اللاجئين باستخدام العنف والملاحقات الأمنية عندما يحاولون التعبير عن مطالبهم بشكل سلمي. كشف خليل عن واقعة مؤلمة تعرض لها زميله أحمد آدم، أحد قادة الاحتجاجات، حيث أقدم مسلحون مجهولون على إحراق منزله، لكن أحمد وأطفاله نجوا من الحادث بمعجزة. تظهر الصور التي حصل عليها راديو دبنقا مشاهد للمنزل الذي احترق، بينما يظهر أحمد يقود أطفاله في حالة من الذعر.
استغاثة اللاجئين
في فيديو مخصص لراديو دبنقا، وجه أحمد آدم نداءً عاجلاً للمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك السريع من أجل حمايته وزملائه. قال أحمد: “نحن مطاردون لأسباب غير معروفة، وقد يكون هذا التسجيل هو آخر ظهور لي. أطالب بتدخل عاجل لإنقاذنا وحمايتنا.” كرّر خليل نداءه قائلاً: “ساعدوا أطفالنا، ساعدوا نساءنا، أنقذونا.” وأشار إلى أن اللاجئين استنزفوا جميع الوسائل للحصول على حقوقهم المشروعة، وهم يعيشون الآن تحت تهديد دائم.
غياب الرد الرسمي
على الرغم من جهود راديو دبنقا للتواصل مع المنظمة النيجيرية المسؤولة عن مخيم الإيواء، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على عنوان دقيق للتواصل معها بخصوص الشكاوى المتكررة المنسوبة إليها.